المتتبع لشؤون الجامعات يلاحظ اهتمامها مؤخراً بالبحث العلمي بوصفه إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها. ويأتي هذا الاهتمام نتيجة لاهتمام الدولة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بهذا الجانب؛ حيث يحرص ـ حفظه الله ـ على أن يواكب النهضة التعليمية التي تشهدها الجامعات بالمملكة اهتماماً بالبحث العلمي أيضاً لكونها الحاضنة الرئيسية لتطوير هذا الجانب.
إن اهتمام الجامعات السعودية بالبحث العلمي وازدياد حركته فيها عن طريق مراكز النشر يعود إلى كونه أحد المعايير التي تؤخذ في الحسبان في مجال الاعتماد الأكاديمي لأي جامعة. إن ما دفع بالجامعات في المملكة مؤخراً للاهتمام بالبحث العلمي يعود إلى ما تلقاه الجامعات من دعم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ حيث يحرص ـ حفظه الله ـ على أن تصل الجامعات إلى مستوى العالمية، ولا أدل على ذلك من توجيهه الكريم بإنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؛ حيث أصدر أمره الكريم بإنشائها.
كما يتمثل اهتمام عبدالله بن عبدالعزيز بالبحث العلمي في دعم أبحاث التقنيات متناهية الصغر (النانو)؛ حيث تفضل ـ حفظه الله - بالتبرع بمبالغ طائلة لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية للمعامل المتخصصة في هذا المجال في ثلاث جامعات، هي جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ويحمِّل هذا الدعم الجامعات مسؤولية كبيرة للسعي لتحقيق إنجازات مناسبة توازي طموحات القيادة الحكيمة. ومن جانب دعم خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي للبحث العلمي توجيهه لوزارة التعليم العالي بإنشاء عدد من مراكز التميز البحثي في عدد من الجامعات؛ وذلك حرصاً منه ـ حفظه الله ـ على أن تواكب الجامعات التوجُّه نحو اقتصاد المعرفة. وقد حرص ـ حفظه الله ـ على توجيه مؤسسات التعليم العالي بالتركيز في إنشاء مراكز التميز البحثي على الجوانب التي تصب في صناعة التنمية السعودية؛ لذا جاء إنشاء تلك المراكز البحثية منصباً على القضايا التقنية والصحية والبترولية والبيئية والأمنية والتربوية.. إلخ. وإذا ما نظرنا إلى الأهداف الاستراتيجية من إنشاء هذه المراكز ندرك أن من أهمها استقطاب الكفاءات والمهارات العلمية المتميزة على المستويين المحلي والعالمي، ونقل التقنية العالمية من خلال البحوث المتميزة التي تقوم بها هذه المراكز. وهذه الأهداف لا شك أنها أهداف حيوية سيعود نفعها - بإذن الله - على الوطن والمواطن. كذلك من اهتمامات عبدالله بن عبدالعزيز بدعم البحث العلمي الموافقة السامية على الضوابط والمعايير اللازم توافرها فيمن تمنح لهم البدلات والمكافآت والمزايا من أعضاء هيئة التدريس السعوديين بالجامعات؛ حيث ورد من ضمن هذه الضوابط صرف مكافأة التميز؛ حيث تُصرف مكافأة شهرية لأعضاء هيئة التدريس السعوديين بنسبة (10 %) من الراتب الأساسي من الدرجة الأولى للحاصل على جائزة محلية، و(20 %) للحاصل على جائزة إقليمية، و(30 %) للحاصل على جائزة عالمية، و(40 %) للحاصل على براءة اختراع وفق ضوابط حددها مجلس التعليم العالي. وما من شك أن هذا الدعم المالي المباشر الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين للباحثين في الجامعات قد أسهم في أن تكون بيئة العمل في مؤسسات التعليم العالي بيئة جاذبة بعد أن كانت طارده. لا شك أن تلك المواقف الداعمة لعبدالله بن عبدالعزيز لمختلف قضايا البحث العلمي في مؤسسات التعليم الجامعي قد انعكست إيجاباًعلى صنع التنمية السعودية من جامعات، كما أنها دفعت بها لتكون بيئة جاذبة للباحثين المتميزين بعد أن كانت طاردة لهم؛ لذا يحق لنا أن نطلق عليه ـ حفظه الله ـ أنه هو الداعم الحقيقي للبحث العلمي في جامعاتنا السعودية.
(*) الأمين العام لمجلس التعليم العالي
dralsaleh@yahoo.com