كانت بداية هذا الأسبوع مؤلمة على قلوبنا وصادمة لنا جميعاً بعد حدوث حريق مدارس براعم الوطن في جدة ونتج عنها ما نتج من وفيات وإصابات! وتوفي في مسرح المدرسة المعلمتين: ريم وتغريد، وكل منهما تحمل رسالة إنسانية عظيمة سواء على مستوى الأسرة أو على المستوى التربوي لمشاركتهما بكل إخلاص في إنقاذ الطالبات الصغيرات وقدمتا روحيهما ثمناً لإخلاصهما! ولكن ماذا ستقدم وزارة التربية والتعليم لهما ولأسرتيهما بعد وفاتهما؟ خاصة أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها بسبب ضعف شروط الأمن والسلامة، وإن لم تكن انعدامها في كثير من المدارس سواء للبنين أو البنات الحكومية والأهلية؟! والذي آلمني أكثر حديث مدير الدفاع المدني إلى إذاعة القرآن الكريم يوم الأثنين الماضي في برنامج « بك أصبحنا « عندما قال « لم نستخدم إلا وايت موية واحد فقط «! أي يشير بأن الحريق تم إخماده عاجلاً وفي وقت قياسي! وأنه لم يتم استخدام إلا هليكوبتر واحدة فقط لعدم وجود المساحات المناسبة لتحليق طائرتين في الجو! وأن ما حدث من اختناق وإصابات وقفز من الأدوار بسبب استنشاق ثاني أكسيد الكربون، وليس بسبب القصور في كيفية الإنقاذ ومدى سرعته! حيث يؤكد بأن استنشاق هذا الغاز يؤثر على الوضع الطبيعي للإنسان، وقد يدفع المستنشق له لتصرفات لا إرادية! بالرغم أن المعلمات يؤكدن القصور في الانقاذ مما دفع بالطالبات لرمي أنفسهن من الأدوار العلوية، وساهم في منح المعلمة ريم، رحمة الله عليها، الفرصة لإنقاذ فصل كامل! لكن بغض النظر عن نتائج الحريق التي يركز عليها مدير الدفاع المدني وليس على الحريق نفسه، وآلية التعامل معه من قبل رجال الإطفاء! أو من قبل منسوبات المدرسة والمتجمهرين حول المدرسة، سأقدم هذه التساؤلات كمواطنة آلمها هذا الحدث، وذلك لطرحها للمناقشة على طاولة اجتماعات جهاز الدفاع المدني على مستوى المملكة إبراء للذمة، وإيقاظاً للضمير الإنساني، وإجلالا للأمانة التي كلفهم الله سبحانه وتعالى بها لحماية أرواح المواطنين في وقت قياسي، وهي:
1- هل تتضمن خطة الدفاع المدني السعودي إخضاع جميع العاملين في المنشآت الحكومية والخاصة وبالذات التعليمية لبرامج تدريبية دورية لكيفية الإخلاء في حالة الطوارئ، وبالذات الحريق؟.
2- هل جميع التصاريح الممنوحة لمباني المدارس والمنشآت الأخرى وبالذات النسائية تشترط توفر شروط الأمن والسلامة؟
3- هل توجد زيارات استطلاعية بالتنسيق مع بلديات الأحياء للمواقع السكنية للتحقق من الالتزام بشروط السلامة ومعرفة استخدامها؟ خاصة أن الكثير من حوادث الاختناق بالشقق بسبب انعدام الوعي بذلك! لأن الحوادث مستمرة ومازالت مستمرة وآخرها ما حدث يوم الأحد الماضي في حريق منزل بالهفوف نتج عنه وفاة أم وطفليها!
moudy_z@hotmail.com