يتفق معظم المثقفين، على أن وزارة الثقافة والإعلام يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن مشاكل الأندية الأدبية، لا الانتخابات ولا غير الانتخابات. فالوزارة حين تتدخل في شأن النادي الأدبي، فستكون مثل الجامعة التي تريد أن تعاقب الطالب برفع يديه وإحدى ساقيه في قاعة المحاضرات، كما يحدث في المدارس الابتدائية!
لقد ابتعدت الثقافة وابتعد الفكر والإبداع عن عامة الناس، وصار المفكر أو المثقف أو المبدع، مؤذناً في مالطا! وكل ذلك، لأن الوزارة تصر، عبر تدخلها في الأندية الأدبية، على تغليفها بغلاف بلاستيكي سميك، لا طعم له ولا رائحة. والمفروض أن تفعل العكس. وإن هي لم تفعل، فعلى الأدباء والمثقفين، أن يواصلوا رفضهم لفرض أية سلطة من الوزارة عليهم، وذلك ليحققوا واحداً من أهم أهداف الثقافة والأدب، ألا وهو التواصل مع الناس ومع قضاياهم اليومية ومشاكلهم البسيطة.
اليوم، نرى عدداً من الصالونات الأدبية والملتقيات التي ينظمها المهتمون بالشأن الثقافي الاجتماعي، وكلما زادت هذه الفعاليات (ونتمنى أن تزيد وتزيد)، كلما صارت مؤشراً على عدم قيام الأندية الأدبية بأدوارها الافتراضية في تفعيل العلاقة بين الثقافة والناس.