إنها لمناسبة عظيمة ومواقف كريمة، تتنامى فيها مواسم العطاء، وتبرز فيها مشاريع النماء، وتوصل بها الرحمة من السماء إلى الأرض.. إنها أريحيات ماجدة، ونفحات خيرية خالدة، يهتز لها الوجدان، ويطرب لها الإنسان، حينما يحتفل الزمان بجمهرة من العطايا، ومهرجانات من السجايا تلتقطهن أعين التاريخ الثواقب، وتضعهن الأحداق والحواجب، وتنقشها من العيون بالسواد، ومن المهج بالأكباد، والحديث عنها حديث عن الرموز الخيرية والمعالم الإنسانية من السلف والخلف، حتى لقد أصبح العمل الخيري سمة متأصلة في إنسان هذا البلد، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو أمير المنطقة.

وما تدشين صاحب السمو الملكي أمير المنطقة هذه المشاريع اليوم إلا مثال لذلك. نسأل الله أن يتولى عنا مكافأة الداعمين وأهل الخير جميعاً ورعاة حفلنا، وهم كل من مؤسسة الشيخ سليمان الراجحي الخيرية، ومؤسسة حسن هادي عبد الله، ومؤسسة علي محمد حبيبي. بارك الله في ذرياتهم وأموالهم، سائلين الله للجميع دوام التوفيق والسداد.

قل لمن آوى وواسى وهدى

ورعى يتما وربى وفدى

قد نقشت الحب في وجداننا

وزرعت النبل حتى أسعدا

حالنا والأب قد ودعنا

حال من يهوى وحيدا فقدا

انبرى ذعرا يهيم قائلا

يا رعى الله كريما أمجدا

لم يزل فينا شعورا نابضا

قرب النأي بنا أم أبعدا

لم يغب عنا ولكن بارق

بعدما أتهم نولا أنجدا

لم نقابله ولكن عارض

فوق رأس الفقر يهمي رغدا

فارس لم يترجل إنمال

من على صهوته يسدي اليدا

هو من يغرس نبلا وعلا

وعلى الأيتام غيم وندى

محسن كان ومازال يرى

هامة الجوزاء أدنى مقعدا

موكب الأيتام من همته

نهلت عذبا وعلت رشدا

عيشها صار رضيا هانئا

بارك الله لمن قد أسعدا

ماقلانا الله إذ أودعنا

ملكا يحنو ويرعى أبدا

لا ولم نقهر ولم نطو على

ألم الجوع ولا قهر العدا

حفظ الله مليكا شأنه

في الوغى غوث وفي السلم هدى

وولي العهد للخير ضحى

رائق النخوة سباق الفدا

وولاة الأمر من بعدهما

مثل ظل وارف زاهي الندا

هاهم الأيتام قد صاروا لكم

دعوة أرجى وذكرا أخلدا

كلما أزهر روض قلنا من

صاحب الروض فقالوا من حدا

قلنا لله فما أعظمه

عملا أسمى وأبقى سؤددا

الشهادات التي تسمعها

عاجل البشرى لمن أندى يدا

شعر/ رئيس جمعية البر بمحافظة ضمد، الشيخ / أحمد علي حمود حبيبي