إن ترشيح سمو الأمير سعود بن نايف لمنصب رئيس ديوان ولي العهد قرارٌ محكمٌ بدقة، فمنصب رئيس الديوان يقتضي العمل والتعامل مع مختلف الشرائح في المجتمع السعودي بما في ذلك أفراد العائلة المالكة والوزراء والمسؤولون في مختلف المواقع والمناطق حتى أصغر فرد في المجتمع، وكذلك التعامل مع الحكومات الخارجية والجهات والأشخاص الممثلين لها، لذا فاختيار سموه في هذا المنصب اختيار صائب نظراً لما اكتسبه سموه من خبرة في مسيرته العملية التي تنقل خلالها بين عدة مناصب كان لكل منها أثره في تكوين الشخصية العملية التي يتمتع بها سموه.

بدأ حياته في العمل الحكومي نائباً لسمو الرئيس العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب سمو الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله رحمة واسعة، وهي الجهة المسؤولة عن الإشراف على إعداد البرامج المختلفة ثقافياً ورياضياً لتأهيل شباب الوطن لبناء الغد المشرق لدولتهم، وفي هذا المنصب الذي تولاه سموه ما هيأ له الفرصة للإشراف على الشباب والقرب منهم ومعرفة أفكارهم وطموحاتهم والعمل على تحقيقها.

ومن ثم عين حفظه الله في منصب نائب أمير المنطقة الشرقية، وكان عضداً لأخيه سمو الأمير محمد بن فهد -حفظه الله- وعملُ الإمارة عملٌ حساس ومتشعبٌ وله علاقة بأجهزة الدولة كافة، وبخاصة في إمارة منطقة حساسة مثل المنطقة الشرقية التي تضم أهم المشاريع الصناعية والبترولية والتنموية، ووقوعها على حدود مشتركة مع أكثر من دولة شقيقة، فكانت هذه المرحلة في حياة سموه العملية مرحلة هامة.

انتقل بعدها سموه للعمل الدبلوماسي، حيث انضم للسلك الدبلوماسي سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في إسبانيا، وهي دولة أوروبية هامة تربطها بالمملكة العربية السعودية صلات عديدة، فكان لسموه دور هام في توطيد عرى هذه العلاقة وتمتينها وتطويرها الأمر الذي دفع جلالة الملك خوان كارلوس إلى تقليد سموه أعلى وسام في الدولة الإسبانية.

وبلغت كفاءة سموه وخبرته خلال الأعمال التي مرّ بها درجة أهلته ليمـارس دوراً أكبر، ويتولى مسؤولية أعلى، فعاد إلى أرض الوطن، وعُين مستشاراً لسمو النائب الثاني ومساعداً لوزير الداخلية للشؤون العامة.

إن هذه الخبرة العملية التي حظي بها سموه من خلال سيرته العملية التي تقلب فيها بين أعمال ومناصب مختلفة اكتسب من خلالها خبرة ودراية بالعمل الحكومي المحلي والدولي كانت أساساً قوياً لتأهله لأعلى المناصب في الدولة، وفوق هذا وذاك يكفيه أنه ابن نايف بن عبدالعزيز أكبر خبير في إدارة أمور الدولة الداخلية والخارجية وحكيم مدرسة إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب. فأدعو الله جلَّ شأنه أن يوفق سموه الكريم في منصبه الجديد ليتوج مسيرة عملية لم تتوقف في ظل سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد حفظه الله وسدد خطاه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.

(*) المستشار بالديوان الملكي