وإن أبدت الدول العربية ممثلة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية والأسرة الدولية ممثلة بمنظمة الأمم المتحدة، بعض المرونة في محاولاتها لمعالجة الوضع الشائك في اليمن، إلا أن الأوضاع لا يمكن أن تستمر إلى أكثر مما وصلت إليه، وتنشط الأمم المتحدة من خلال مبعوثها جمال بن عمر ومجلس التعاون من خلال اتصالات أمينها العام عبداللطيف الزياني من أجل إبرام اتفاق بين الأطراف المتنازعة التي حصرت بين الرئيس علي عبدالله صالح، واللواء محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى المدرعة المنشق والزعيم القبلي حميد الأحمر الذي يدعم حزب الإصلاح اليمني «الإخوان المسلمين» وشقيق صادق الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد أكبر القبائل اليمنية.
الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وكما أوردت مصادر مطلعة بتداول مبعوثيها ثلاثة سيناريوهات هي كما أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية: أولا، أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه، أي معلقة، ويستفيد أمراء الحرب والأزمة في السلطة والمعارضة من خلال تعزيز مواقعهم».
أما السيناريو الثاني فهو بحسب المصدر: «أن يلجأ الوسطاء الغربيون إلى صفقة سياسية مباشرة بين مجموعة لاعبين هم الرئيس ونجله واللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ حميد الأحمر»، وهو من أهم قياديي التجمع الوطني للإصلاح (إسلامي) الأساسي في المعارضة، وأخو زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر.
واعتبر المصدر أن «من شأن هذه الصفقة أن تنجح الحل السياسي»، مؤكداً أن الوسطاء «يطرحون ذلك».
أما السيناريو الثالث فهو «أن تنزلق البلاد إلى الحرب في ضوء شعور صالح بالتفوق العسكري على خصومه مع أن عدداً من القادة العسكريين والأمنيين نصحوه بأن الحل العسكري لا يمثل الحل ولن يكون لصالحه بالضرورة».
وخلص المصدر الدبلوماسي الغربي إلى القول: «لن نسمح بأن تتجه الأوضاع في اليمن إلى الوجهة التي تضر بمصالحنا لا سيما أن أي حرب أو أعمال عنف سيكون المستفيد الأول منها تنظيم القاعدة». هذا وقد لاحظ المتابعون للشأن اليمني نشاطاً ملحوظاً للتمرد الحوثي في شمال اليمن، ورصدوا تمدد الحوثيين صوب البحر الأحمر باتجاه محافظة حجة، بقصد الحصول على منفذ للبحر الأحمر للحصول على أسلحة وأموال ومدربين من إيران، ويتهمون الرئيس علي عبدالله صالح بدعم هذا التوجه للضغط على حزب الإصلاح الأصولي.
jaser@al-jazirah.com.sa