تونس/ فرح التومي
وضعت المفاوضات التي تواصلت قرابة الشهر وجمعت جل الأحزاب الفائزة في الانتخابات، مولودها بعد أن كاد الشعب التونسي يفقد الأمل في توصل الأطراف المتشاورة إلى اتفاق مبدئي يضمن انتقال السلطة بطريقة شرعية وانطلاق عمل المجلس التاسيسي الذي تم انتخابه نهاية الشهر الماضي. وجاء الاتفاق المبدئي حاملا خبر قبول كافة الأطراف المتفاوضة بتعيين المنصف المرزوقي في منصب رئيس مؤقت ثالث للبلاد التونسية إلى حين تنظيم انتخابات رئاسية في حين حصل مصطفى بن جعفر على منصب رئاسة المجلس التأسيسي بعد أن آلت رئاسة الوزراء إلى حمادي الجبالي. وهكذا تكون الأحزاب الفائزة بالمراتب الأولى والثانية والرابعة قد اقتسمت «كعكة» الرئاسات الثلاثة بما يستجيب وطموحات كل الأطياف السياسية مع الاتفاق ضمنيا على إقصاء الفائز بالمرتبة الثالثة أي تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية برئاسة الإعلامي التونسي- اللندني الهاشمي الحامدي. ولكن هذا الاتفاق لن يكون ساري المفعول إلا متى صادق عليه المجلس التأسيسي الذي دعاه الرئيس المؤقت الحالي فؤاد المبزع للانعقاد يوم الثلاثاء 22 نوفمبر / تشرين الثاني. وبالرغم من الاتفاق المبدئي حول الرئاسات الثلاثة إلا أن المرحلة الحالية هي الأصعب لأنها تشهد مفاوضات أخرى على توزيع الحقائب الوزارية والجدل قائم منذ صباح أمس على وزارات السيادة والتعليم بالأساس. فيبدو أن حزبي التكتل والمؤتمر لا يحبذان أن تستأثر النهضة بالحقائب الوزارية ذات السيادة ولا بوزارة التعليم، في حين ترى النهضة أن من حقها تسمية أعضائها في هذه المناصب باعتبار أحقيتها بالنظر إلى فوزها العريض في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.