بداية لابد لي من القول بأنني لست ميالا للحكم بنجاح أو فشل أي تجربة جديدة في الميدان التربوي ما لم تطبق في مدارس ضابطة ومجربة، ومن ثم تجمع الملحوظات حولها، وتدرس النتائج ليأتي بعدها الحكم إما «بالاستمرار، أو التوقف عنها، أو تطويرها»، أما (نسف) التجربة من بدايتها وقبل إتاحة الفرصة لتطبيقها، ودون دراسة لها نتائج، فقد تحول هذا النسف لإسطوانة يعشقها مقاومو التغيير، اللغة الإنجليزية أصبحت مطلبا ملحا فهي لغة العلم والتقنية والعصر، وهي اللغة الأولى في العالم، وقرار تدريسها في الصف الرابع من بداية العام المقبل أُقر، مع علمنا أنها مع طلاب المرحلة الابتدائية لن تجد تطبيقا ممارسا في حياتهم خارج أسوار المدرسة! وهذا ما سوف يجعل بعضنا يعتقد أنها لن تكون أكثر من عبء دراسي جديد على طلابنا في المرحلة الابتدائية، علما بأن الطالب لدينا يدرس أضعاف ما يدرسه الطالب الأمريكي من المواد، حول تعليم الإنجليزية يقول فريق من المختصين التربويين في تعليم ثنائيات اللغة، بأن تعلم لغة ثانية إلى جانب تعلم اللغة الأم في أعمار مبكرة كطلاب الصفوف الأولية، مضر باللغة الأم، وهناك فريق آخر يرى أن لا ضرر من ذلك بل تعلم لغة أجنبية إلى جانب اللغة الأم سيزيد من قدرة إتقان قواعد اللغة المدرسة، ولهذا فإن اختيار بداية تعلمها من الصف الرابع، يبدو لي أنه قرار أقرب للصحة، فالطلاب سيكون لديهم فرصة امتلاك مهارات الكتابة والقراءة وكذلك التحدث والاستماع للغة الإنجليزية، وهي مهارات مهمة سيعين على تعلمها، وإتقان التلاميذ في هذا السن لها، قدرة الخريطة الذهنية للطالب على التعلم بسرعة متقنة، وقوة ملكة الحفظ والتعبير، لكن ما يجدر ذكره هنا، أن تعليم اللغة الإنجليزية في بلدنا تكتنفه بعض الصعوبات، والتي لابد من الالتفات إليها لتعالج، قبل البدء في تدريس اللغة العام الدراسي القادم، حتى لايكون تدريسها لدينا، لمجرد أن يقال نحن نعلم الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، مع أن الاستفادة منها في حياتهم العامة معدوم، ، كاللغة العربية الأم فهم يتعلمونها وفق قواعد النحو والصرف، ولكنهم يمارسون العامية المفرطة في أحاديثهم، أعود للصعوبات التي ينبغي معالجتها قبيل تدريس اللغة الإنجليزية، يجب تدارك عدم وجود معامل تعليم اللغة في معظم مدارسنا، المسارعة لسد حاجة «بعض «معلمي اللغة وتدريبهم على الإستراتيجيات الحديثة في تدريس اللغة بحسب المدرسة المعرفيةمعالجة نقص الوسائل المساعدة في تعلم اللغة، تطوير المناهج بعيدا عن الكم الذي قتل كثيرا من مناهجنا، إشاعة جو من الإيجابية في تعلم اللغة عند الطلاب وأولياء أمورهم والحاجة إليها. وبودي أن أختم بإشارة مهمة، وهي أن يستفاد من تجارب المدارس الأهلية في تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول، للوقوف على نتائج تجربة مطبقة وحية، للاستفادة من إيجابياتها وتفادي سلبياتها، مع قناعتي أنها في بعض المدارس الأهلية ليست أكثر من ديكور، هي ومادة الحاسب الآلي خاصة في المرحلة الابتدائية.
faya11@maktoob.com