لا تزال شعرة جامعة الدول العربية مرخية مع النظام السوري رغم قوة الجذب التي يقوم بها بشار الأسد وأركان حكومته، فوزراء الخارجية العرب بإعطائهم مهلة الثلاثة أيام لاتخاذ إجراءات فعالة لوقف القتل وتوقيع (بروتكول) يحدد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سوريا لحماية المدنيين وإلا يواجه فرض عقوبات اقتصادية ومزيداً من العزل السياسي.
فسحة الأيام الثلاثة، وحسب معطيات الوضع المتصاعد في سورية وارتفاع أرقام الضحايا والقتل اليومي الذي تجاوز كل الحدود، وحسب تأكيدات عدد من الوزراء العرب بأنها ستكون آخر الفرص العربية للنظام السوري، وبعدها تقطع (الشعرة العربية) التي أرخيت كثيراً لإتاحة العديد من الفرص الذي أضاعها النظام السوري الواحدة تلو الأخرى، وإذا كان العرب يهدفون من وراء فتح باب التعاون الواسع مع النظام حماية المدنيين السوريين والمحافظة على الكيان السوري ووحدة أراضيه ووقف إراقة الدماء إلا أن الماسكين في تلابيب السلطة في دمشق رفضوا كل المساعدات التي قدمها العرب، والتي وإن كان هدفها الأساسي مساعدة الشعب السوري، إلا أنها تصب في مصلحة النظام، ومع هذا لم يبدي تعاوناً جدياً مع كل المحاولات العربية، آخذاً أنجح أساليب المماطلة والمناورة، مما فاقم الأزمة في سورية وأوصل الجهود العربية إلى طريق مسدود، فإما أن يستجيب هذا النظام المناور وينجز في ثلاثة أيام ما طلب منه بوقف القتل ويتعاون مع بعثة المراقبة العربية بعد أن يوقع على وثيقة ضمانات تكفل أمن وسلامة أفراد البعثة وتمكينهم من التحرك بحرية الوصول إلى أي موقع يرغبون في مراقبته في القطر السوري، أو يتم قطع الشعرة العربية ليسلم النظام رقبته للحل الدولي الذي حتماً لن يكون صبوراً بمثل ما كان عليه الحل العربي، وعندها يكون النظام قد حفر قبره بتصرفاته ومناوراته التي باتت مكشوفة ومفضوحة للجميع.