فاصلة:

((أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))

- حكمة صينية -

نشرت جريدة الحياة قبل أيام استطلاعا صحفيا عن تحرّج السعوديين من ذكر اسم الأم، وذلك بالنسبة للرجال، واستعرض الاستطلاع استخدام المدون محمد العمر لخدمة توتيتر في الكشف عن أعضاء سعوديين ما زالوا يتحرجون من ذكر اسم الام.

احسب ان هذا ارث قديم، لكنه ليس إرثاً اسلاميا فلا حرج في حقبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- من ذكر اسماء النساء

فما هي جذوره لدينا ؟

هذا السؤال موجد للتاريخيين لدينا، فالمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله كان يفتخر بذكر اسم أخته نورة، وكانت المرأة السعودية عالمة وفقيهة تدرّس الرجال في تلك الحقبة من تاريخ الدولة السعودية فمن أين جاء خجل الرجال السعوديين من ذكر اسم الأم او الزوجة؟ولماذا ؟.

ومن جهة اخرى فإن السعوديين رجالا ونساء لا يقدّمون انفسهم بشكل واضح فإذا سألت سعوديا عن اسمه اكتفى بذكر الاسم الاول خاصة اذا كانت السائلة امرأة، أما النساء ففي كل الاحوال لا يذكرن الا اسمهن الاول او يكتفين بالكناية باسم الابن الاكبر.

كيف تعلّمنا الا نتحدث عن انفسنا والا نعرّف بذواتنا بشكل واضح عندما لا يعرفنا الآخر؟

وهل لهذه الخاصية علاقة بأننا بالفعل مجهولون لدى الآخر بل ولدى أنفسنا عندما نتحدث عن صفات الشخصية السعودية.

بالرغم اننا دولة لها ثقلها الكبير في المحيط السياسي والاقتصادي الا اننا على المستوى الاجتماعي مغيبّون حتى انه لا توجد لدينا دراسة واحدة علمية عن الشخصية السعودية تحلل مواصفاتنا والاهم من ذلك نتعرف فيها على ملامحنا.

امضينا سنوات مقتنعين اننا جامدون، فلما ظهرت اجهزة المحمول و»البلاك بيري» اكتشفنا اننا شعب يحب النكتة ويخترعها ايضا!!

وبالرغم من ان بلادنا تخلو من منتجات الفنون كالسينما والاهتمام بالحس الجمالي الا اننا نسجل حضورا في الفعاليات الفنية خارج بلادنا !!

ومعظمنا لديه شخصيتان احدها يعيشها في بلده، والاخرى خارج حدود بلاده والسؤال لماذا؟

ربما كانت الإجابة تحتاج الى فك رموز سلطة الاعراف على افراد المجتمع الامر الذي قمع الشخصية السعودية ان تكون ذاتها في في بلادها او خارجها.