|
دمشق - القاهرة - موسكو- سعيد طانيوس - وكالات
حذرت روسيا أمس الخميس من تحول العنف في سورية إلى حرب أهلية في حال استمرت المعارضة في شن هجمات على المباني الحكومية. وقال زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو أمس: (بالطبع إذا كانت المعارضة ستستخدم مثل هذه الوسائل فإن ذلك سيقود إلى حرب أهلية شاملة)، في إشارة إلى الهجوم الذي شنه ما يسمى (الجيش السوري الحر) المنشق عن الجيش السوري على مقر للأمن السوري على مشارف دمشق أول أمس الأربعاء.
وأكد لافروف مجدداً دعم روسيا للمبادرة العربية وقال إن (المبادرة العربية التي دعمناها تتضمن عدة نقاط أولها وقف العنف أيا كان مصدره. وقال إنها (ملاحظة مهمة لان العنف في سورية لا يأتي فقط من المؤسسات الحكومية). يأتي ذلك الموقف داعماً لنظام الأسد خصوصاً بعد انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية أمس للمعارضة السورية عندما هاجم ما يسمى الجيش السوري الحر مقراً للمخابرات السورية في ريف دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر (لا نقر بالعنف لا من جانب الجيش السوري والنظام ولا من جانب المعارضة). وتحت عنوان الأحداث على حقيقتها ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه تم أمس تشييع سبعة من قوات الجيش والشرطة استهدفتهم (المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص وريف دمشق وإدلب) بحسب وصفها.
وفي موقف أوروبي جديد ضد النظام السوري فقد دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الرئيس السوري بشار الأسد أمس الخميس إلى التنحي عن منصبه .
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن أشتون قولها خلال مؤتمر صحفي بموسكو في أعقاب اجتماعها مع وزير الخارجية الروسي (لقد حان الوقت لرحيل الأسد ) . وأمس الخميس حذرت السلطات السورية من انها ستوقف وستحاكم أي شخص يهاجم بعثة دبلوماسية في البلاد بعد تكثف التظاهرات ومهاجمة سفارات في دمشق كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان ليل الأربعاء الخميس أوردته سانا انها ( تحذر كل من يحاول انتهاك حرمة المباني الدبلوماسية أو يحاول الدخول أو إحداث أي ضرر بهذه البعثات بأنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق أي فاعل بما في ذلك توقيفه وتقديمه إلى القضاء واتخاذ الإجراءات المناسبة ) . وأضافت الوزارة في بيانها ان هذا الإجراء يأتي ( انطلاقا من التزامات الجمهورية العربية السورية بنصوص وأحكام الاتفاقيات الدولية ولاسيما اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية التي تحمل الدولة المضيفة مسؤولية حماية أمن البعثات ومبانيها ) .
في المقابل تلقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي خلال الأيام الماضية تهديدات بالقتل من داخل سورية عبر هاتفه رداً على قرار الجامعة تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعاتها حسبما ذكرت تقارير إخبارية أمس الخميس.
وقال عضو الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض في تصريحات خاصة لصحيفة «الشروق» المصرية ان هذه الاتصالات لم تكن عفوية من مواطنين غاضبين بل اتصالات مدبرة تقف وراءها المخابرات السورية.
وأضاف: هذا هو أسلوب نظام بشار الأسد دائماً يهدد بالاغتيال وكثيرا ما ينفذ. وتواصلت أعمال العنف أمس الخميس في أنحاء متفرقة من سورية على الرغم من المهلة التي أعلنتها الجامعة العربية لدمشق لوقف أعمال العنف قبل أن يتم تفعيل قرار تجميد عضويتها في المنظمة العربية. وقتل 12 شخصاً بينهم سبعة عسكريين خلال تواصل أعمال العنف في أنحاء متفرقة من سورية حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان . كما هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش بقذائف آر بي جي مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومية) في مدينة معرة النعمان الذي يتجمع فيه عناصر الأمن السوري واشتبكت مع عناصر الأمن المتمركزين حوله ولم يتضح ما إذا كان هناك ضحايا.