كان خبر استشهاد الشاب حمود الميمون وهو يؤدي واجبه لوطنه في الحفاظ على الأمن والسلامة من خلال عمله ضمن نظام ساهر التابع لإدارة المرور مفجعاً، ويمثل استشهاد الميمون كيف أن التحريض المباشر وغير المباشر على نظام ساهر الذي قاده مع الأسف الشديد بعض مدّعي الثقافة وبعض مدّعي الدين يؤدي إلى مثل هذه الجريمة الشنيعة التي ذهب ضحيتها شاب دفعه حبه للنظام والرغبة في فرضه واحترامه إلى خسران حياته.
وكما قال غيري من قبل فإن جريمة قتل الشاب حمود الميمون في حقيقة الأمر جريمة ضد النظام ومن فعلها لا شك أنه يحمل روحاً عدائية تجاه الالتزام بالقوانين والأنظمة، ولعل ما حفز ما بداخله من كرهه للنظام هو ما أشرت إليه من قيام بعض مدّعي الثقافة والدين من الخوض في هذا الأمر بدون علم ودون النظر إلى النتائج الإيجابية التي يسعى نظام ساهر إلى تحقيقها وهو الحد من إزهاق الأرواح وهو أمر يحث عليه الإسلام ويدعو إليه، ومعروف أن من أشد الكبائر هو قتل النفس البشرية وإزهاق الأرواح بلا مبرر.
والعجيب في الأمر أن نماذج نظام ساهر موجودة في كل العالم وأقرب دولة إلينا مطبق فيها هذا النظام منذ فترة طويلة وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، وما أعرفه أنه قوبل باحترام، ولا شك أن عدم قبول هذا النظام أو الشعور بأنه ليس له قيمة يجب ألا يؤدي إلى إشاعة روح الفوضى والتمرد عبر التحريض..
إن الأمر الذي يفترض الآن هو أن يشعر من حرضوا على نظام ساهر بما ارتكبوه من إثم عظيم، وعليهم أن يعلنوا عن تراجعهم وأن يقفوا صفاً واحداً وراء هذا النظام الذي فرض لحماية الإنسان وإعطاء كل ذي حقه في الطرقات الذي من أجله فقد شاب بريء نبيل روحه تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، وكلنا أمل أن يتم إلقاء القبض على المجرم في أقرب وقت وأن ينال الجزاء الذي يستحقه.