جاء الأمر الملكي السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع ، ليضع أحد رجالات المملكة الحكماء على رأس الوزارة المنوط بها حماية البلاد والدفاع عنها ، وهو قائد فذ وسياسي حكيم وذو شخصية قوية تجعله الرجل المناسب ليس لهذا المنصب وحسب ، بل لكل المهمات التي تحتاج إلى قادة بمواصفات خاصة ومسؤولين من طراز متميز.

لقد عرف الوطن والشعب والعالم والتاريخ الأمير سلمان منذ عقود عديدة يعطي بصمت وحكمة ، ويبني بعقل وتطلع ، وينجز بإعجاز وطموح ، ويعالج الأمور بحكمة يندر مثيلها، هو الذي بنى الرياض على أسس علمية حضارية مدنية عالمية ، حولها ـ بفضل الله ـ وبتوجيه القيادة الرشيدة وتعضيد صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز شريك البناء ـ من مدينة صحراوية ناشئة ، إلى عاصمة عالمية تناهز العواصم الكبرى ، وتحتضن المؤتمرات والملتقيات الإقليمية والدولية والعالمية ، بمختلف تخصصاتها وتنوع مجالاتها .

ولسنا بحاجة لتذكير الناس بأن الأمير سلمان هو فارس الرياض المحبوب لدى سكانها وباني نهضتها الحديثة ، فكل شبر من أرض العاصمة الحالمة يشهد لسموه الكريم بغرس خيري أو تأسيس معلم حضاري ، أو وضع حجر أساس لصرح علمي أو صحي أو ثقافي أو سياحي ترفيهي أو أمني .

لقد أسس سموه ورعى ودعم وترأس العشرات من الجمعيات والمؤسسات متنوعة العطاء الخيري والإنساني ، سواء مراكز الإعاقة ، أو جمعية «إنسان» أو جمعيات الإسكان الخيري أو جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أو غيرها من أوعية التكافل ومواعين العطاء الخيري المتعددة المتنوعة فضلا عن رعايته فعاليات الكثير من الأعمال الخيرية الثقافية والإنسانية ورعاية جوائزها التي تحفز الآخرين على الدعم والعطاء ، بالإضافة إلى ترؤس سموه الكثير من مجالس إدارة المؤسسات التي ترفد المجتمع بالخير والعطاء ، وتمد الوطن بالتنمية المستدامة والبناء والتقدم والازدهار .

سموه يتمتع بفراسة نادرة ، ومعرفة دقيقة بتفاصيل الأمور ، يقرأ الرأي في عيون صاحبه ، كما يقرأ المكر في وجوه من يريد أن يمكر ، ولديه ثقافة واسعة في مجال العلوم الإسلامية والتاريخ والتراث ، وهو محب للقراءة ، كثير الاطلاع ، لماح يقرأ ما بين السطور ، ويتابع الإعلام بتركيز واهتمام ، ولديه فطنة عالية وحس مرهف واستيعاب رفيع .

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع من الشخصيات ذات البصمات الواضحة في خدمة الوطن منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أخذ عن والده ـ طيب الله ثراه ـ الكثير من الحكمة وبعد النظر والحنكة ونفاذ البصيرة ، والصبر وقوة التحمل ، يعطي العمل جل وقته ، وينجز بتأن وإتقان شديدين ، ويدقق ويحاسب ويلفت ويراجع الأمور بقدرة عالية ، لا يتصورها المرء مع كثرة مهام سموه وضيق وقته ، لكنه حصيف دقيق سريع وقوي الملاحظة .

لقد وافق قرار تعيين سموه وزيرا للدفاع ، الصواب والحكمة المعهودة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ فهو يدرك من هو سلمان ، وماذا تريد وزارة الدفاع ، ومن يسد هذه الثغرة التي خلت برحيل سلطان الخير ـ رحمه الله ـ حفظ الله لنا قائد نهضة بلادنا وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الدفاع ، وحفظ بلادنا من كل مكروه وأدام عزها وخيرها وأمنها واستقرارها .

صلاح سعيد أحمد الزهراني