قيل: إن «السعادة أن تداوم على اشتهاء ما تملك»...، انبثاقاً من أن الإنسان، حين ينال ما يشتهي،
تفتر رغبته فيه..، ويبحث من جديد، عن شيء جديد ليمتلكه..
هي غريزة تملك...
لكن يبدو أن السعداء الذين لا تفتر رغبتهم فيما يملكون...،
ولا تذوب شهواتهم فيه، هم أولئك الساسة الذين يشتهون مقاعد القيادة...،
حتى إذا ما امتلكوها نسوا واجبهم نحوها...،
وانغمسوا في الإحساس بالتملك...
وأعملوا كل جوارحهم، ونفوذهم، وسلطاتهم، ليبقوا في مقاعدها، ولو على حساب أرواح الأبرياء، وفوضى الديار، وضياع الحقوق، وقهر الحريات، وإسكات الألسنة،...
بل لعلهم يمشون على الجثث ولا يشعرون...،
ويسبحون في الدماء ولا يغصُّون...،
ويقفون في اللهب ولا يختنقون...،
لا يهمهم أمر، غير أنهم يملكون ما يشتهون...، فهم السعداء لدوام شهوتهم وتسلطها على إنسانيتهم...
هذا النوع من السعادة..، لون معمق للسادية المطلقة...،
بل هو تجرد تام من الشعور...،
بل ربما من العقل..
أليس ما يحدث في سوريا ضرب من الجنون..؟
بمثل ما يحدث في فلسطين..؟
ومن قبل في ليبيا؟
ومصر خلف الأقنعة..
واليمن بشهادة صراعاتها..
القادة السعداء بما يملكون..
ربما ينسون أن يوما لك وآخر عليك...،
وأن دولاب الدنيا لا يستقر عند مؤشر اتجاه واحد لبوصلته...
وأن السعادة كما فقاعة الصابون..
ليست تدوم إلا بنتائج..
يبدو أنها ليست حصاد هؤلاء النوع من الساسة..