إن المتتبع لمداخل مدننا اليوم سيشده منظر «أرتال الحافلات المدرسية» الحكومية والخاصة، العائدة للتو، بعد مشاركتها في «موسم حج هذا العام» ومساهمتها في نقل حجاج بيت الله الحرام بين المشاعر المقدسة، سواء تلك النظامية وفق أنظمة النقل والتصارح التي حثت ونبهت عليها وزارة التربية والتعليم في تعميمها المنشور في الخامس من الشهر الحالي أو الناقلة لحجاج مخالفين فالذي «يهمنا الآن» ليس معرفة هل الحاج الذي استخدمها نظامي أم لا؟.
لكن الأسئلة المطروحة والمهمة والتي يجب أن تجيب عليها وزارة التربية والتعليم باعتبارها الجهة المسئولة عن ذلك هي:
هل ستعود هذه الحافلات لنقل الطلاب والطالبات مجدداً في مختلف المراحل الدراسية صباح غدٍ السبت «كالمعتاد دون تنظيف أو تعقيم، حاملة معها آثار من استفادوا منها في المشاعر من الحجاج والجميع يعرف حجم الاصطفاف داخل الحافلات في الحج؟!
أم هل سيلزم «المتعهد» أو «مالك المدرسة الخاصة» الذين استفادوا من هذه الحافلات ودخلها في موسم الحج بتعقيمها من «الجراثيم» العالقة فيها، وفتح النوافذ لتطهيرها من أنفاس المرض التي تحوم بداخلها والتي قد تنتقل بسهوله عبر الجهاز التنفسي للصغار؟!
أو على الأقل تغسيل المراتب والأرضية وتعقيم المقاضب التي سيلمسها الأطفال عند صعودهم ونزولهم من هذه الحافلات ومما علق فيها أثناء زحام الحجاج وركوبهم بها ومكوثهم داخلها لساعات، وبعضهم قد «يبصق» داخلها أكرمكم الله أو يترك أثار معدية من العرق وغيره نتيجة ثقافتهم الضعيفة وشدة الزحام والتعب والإرهاق؟!
إن عودة هذه الحافلات للعمل في نقل طلاب المدارس الحكومية أو تلك الخاصة كالمعتاد دون تعقيم «أمر خطير» العواقب، وغير مقبول إطلاقاً، وفيه استهتار واضح بحياة وصحة أطفالنا، ونحذر وزارة التربية والتعليم من تجاهله، ويجب عليها القيام بمسئولياتها النظامية بشكل سريع لمنع ما قد يساعد على انتشار الأمراض التي يحملها الحجاج المسنون والقادمون من مختلف الدول والمجتمعات إلى «أجساد الأطفال الأبرياء» الملامسين لهذه الحافلات، خصوصاً أولئك الذين قد تكون مناعة بعضهم ضعيفة لتحمل بعض هذه الفيروسات.
فالحقيقة أنه لا يوجد «وقت كاف» بين انتهاء موسم الحج والعودة للمدارس، فقط هناك «48 ساعة» بالكاد تكفي لعودة هذه الحافلات لمواقعها من المشاعر المقدسة، مما يؤكد مع «الأسف الشديد» أن هذه الحافلات ستعود للانتظام في نقل الطلاب والطالبات غداً دون تعقيم.
وعليه نطالب وزارة التربية والتعليم مجدداً باتخاذ إجراء سريع وعاجل يضمن سلامة الطلاب والطالبات ولو لزم الأمر إلغاء النقل أو الدراسة ليوم أو يومين حتى يتمكن متعهد النقل المدرسي من تنظيف وتعقيم حافلاته، والأمر ينطبق أيضاً على المدارس الخاصة التي قلبت هي الأخرى نشاط حافلاتها لنقل الحجاج.
فصحة صغارنا أهم وأغلى «يا وزارة التربية» وننتظر تدخلاً وحلاً سريعاً، يختلف عن الأعوام السابقة والتي قد يكون البعض من الطلاب والطالبات «تضرر صحياً»، دون أن يُعرف السبب الحقيقي أو يتحمل المخطئ مسئولياته القانونية.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net