لماذا الجريمة؟
سؤال أردت به الدخول في موضوعي لهذا اليوم، هذا الموضوع الذي يؤرقني كما يؤرق أي إنسان يملك ذرة من ضمير، الفقر والجريمة متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر حتى ولو قال علماء النفس خلاف ذلك، فإنني سأقول الواقع هو الحكم بيننا، فتش عن الجريمة تجدها بدون عناء في أحياء الفقراء، وهذا بالطبع لا يعني أن كل فقير مجرم أبداً، فكم من فقير بل ومعدم يتمتع بأعلى درجات الشرف والمروءة والكرامة، بل إن بعض الفقراء ضربوا أروع الأمثلة شهامة وكرماً وجوداً وتضحية وفداء، منهم من كان صحابياً جليلاً وتابعياً صالحاً وشريفاً لا يسأل الناس إلحافاً؛ ولكن قضيتنا ليست مع الإنسان وإنما مع الفقر كمتلازمة باتت همّاً يؤرقنا كمجتمع مسلم يشعر بالآخرين.. يشعر بهذا الإنسان ذكراً كان أو أنثى، صغيراً أو كبيراً.. يشعر بدموع أرملة أعيتها الوحدة، ويتيم آلمه الفراق، ومسكين بات مهموماً وأصبح مغموماً.. مجتمع هو كالبنيان المرصوص، أو بالأصح هذا ما يحب أن يكون، يتألم ويتحسر عندما لا يستطيع فرد من أفراده على مساعدة آخر رآه مضجراً في دموعه.. رآه مكلوماً وحيداً مع فاقته وحاجته.. رآه يئن ولا مجيب في وطن هو العطاء وهو الغناء للبعيد والقريب من باب أولى، معدمون يعيشون بيننا؟!.
سؤال كان مطروحاً وبات حقاً لكل مهموم بهذا الوطن، وهذا المواطن أن يطرحه دون حياء ولا وجل، فنحن نسعى للخير، ونأمل الخير ونرجو الخير.
معدمون يعيشون بيننا؟ هذا السؤال لا شك مؤلم جداً، ولا أعتقد أن عاقلاً ينفي وجود هؤلاء، بل لا يمكن نكران هذه الحالات التي -للأسف- تعد بمئات الآلاف في كل أنحاء الوطن.
والسؤال المؤلم الآخر أين وزارة الشئون الاجتماعية؟.. الجواب: يعملون وكل ساعة يسجلون مستفيداً!!.. أتعجب؟.. نعم أتعجب وحق لي ولغيري أن يتعجب كيف تفاخر وزارة الشئون الاجتماعية بتسجيل محتاجين؟ أليس المفروض أن تفاخر باستغناء ثلة من المستفيدين؟!.
almajd858@hotmail.com