كثير من المتقاعدين أثر فيهم التقاعد تأثيراً بالغاً فما أن تقابله إلا وقد اختلفت ملامحه وانهارات قواه، وكأنه ينتظر ساعة الموت، بينما الإسلام حثنا على العمل، وجاء في بعض الآثار (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)..
لقد قابلت العديد من المتقاعدين فوجدتهم أصنافاً فمنهم من فضل الراحة والاستعداد للرحيل إلى الدار الآخرة، وآخر يعتبر أنه بدأ حياة جديدة وحرية خاصة، فبدأ يبحث عن أعمال خاصة يوظف أمواله فيها فكتب له النجاح والتوفيق وبذلك لم يشعر في أي لحظة أنه متقاعد يعمل في شركات أو مؤسسات لتحسين وضعه المادي فراتبه التقاعدي لا يفي بمتطلبات أسرته خاصة إذا كانت الأسرة كبيرة فازدادت معاناته وهمومه.
لقد نشر الكثير عن احتياجات المتقاعدين في وسائل الإعلام المختلفة، ومع الأسف لم تلق أي تجاوب من المسؤولين وخير دليل على ذلك أنه تم إنشاء جمعية للمتقاعدين, وأنشئت لها فروع في بعض المناطق والمحافظات، ولكن مع الأسف الشديد لم نجد أي أنشطة لها سوى بعض الخدمات الخجولة التي جاءت بتفاعل من الإدارات الحكومية لخدمة المتقاعدين عند مراجعتهم وكان من المفترض أن يتم انشاء أندية رياضية واجتماعية لهم لشغل أوقات فراغهم، والبحث عن أعمال لأصحاب الرواتب المتدنية فنسبة 30% من المتقاعدين رواتبهم متدنية وكان من المفترض أن يلتفت إليهم ويتم تحسين أوضاعهم أسوة بمن هم على رأس العمل الذين صدر لهم سلم الوظائف الجديد.
إن المتقاعدين بحاجة إلى العيش في حياة كريمة، فقد أفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن، وما تنعم به هذه البلاد من تطور في شتى المجالات إنما جاء بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بما قدمه هؤلاء المتقاعدين الذين أصبحوا منسيين وعلى كل مسؤول أن يعلم أنه سيأتي اليوم الذي يصبح فيه متقاعداً ويطلي بنار المتقاعدين وعندها سيحس بحجم معاناتهم ويبقى الأمل في صدور نظام التقاعد الجديد بحيث يكون شاملاً لكل النقص الكبير في النظام السابق.
الحرس الوطني
m-2010-al@hotmail.com