|
(الذي أحب أن أؤكده هو أنني لا أرد طلباً تلفونياً أو كتابياً أو لقاء من أي كان رجل أو امرأة بواسطة أو بغير واسطة لأنني أعتبر نفسي خادماً لهذه الأمة تحت توجيه ورعاية وعاطفة خادم الحرمين الشريفين).
كلمات وكلمات جاءت معطرة من شفاه سلطان الخير وفاضت نفسه بما تزكو به من إشراقات وتوهجات جرت في حضرة اسمه البهي, كنا نسمعها ونترنم بها يوم كان هذا الأمير قافلة خير متنقلة، كما أكد دالك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض.
وفي الواقع كثيرة هي المواقف والقرارات والكلمات التي ظل يؤمن بها الأمير سلطان بن عبدالعزيز طوال حياته فلقد كان رجلاً مثقفاً ومفكراً من طراز خاص، كانت قيادته ومسؤولياته التي يحملها تنم عن فكر خصيب، ورؤى وحنكة حصيفة, كان متكلماً مفوهاً، حاذقاً إعلامياً في بسط الأمور وتأمل القضايا وتتبعها، ولعل ما تبدي في شخصيته بشكل مبكرة، وسلطان الفتى الطالب الذي نبغ في التعليم ولا يتغيب عن الفصل الدراسي حتى لو شارك لساعات متأخرة من الليل في مناسبات الدولة الرسمية مع والده الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه, هو الذي حفظ أجزاء من القرآن الكريم واهتم بالعلم والعلماء وحب الثقافة الذاتية.
رحم الله الأمير والمثقف الذي أعطى وأنفق الملايين ثم الملايين وانتصر للثقافة العربية التي كانت مهملة ولوعية الفكري الثقافي المتأمل في كل المجالات الفكرية لعل أبرزها (الموسوعة العربية العالمية) التي جاءت في 30 جزءاً و17ألف صفحة، هذه الموسوعة التي أعطت صورة حضارية شاملة للفكر والهوية والثقافة العربية وما تكتنزة من معارف وتجارب.. الموسوعة التي تنطوي على آلاف الثقافات والآثار والصفحات التي تقدم عراقة وتاريخ هذه الأمة المكنوز.
سوف يبقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، سلطان الثقافة العربية، بتجربته الفكرية الحكيمة وبأعماله المجيدة.
لقد أبدى ولي العهد الراحل منذ صغره ذكاءً فذاً وحضوراً ديناميكياً قوياً فاعلاً وهو إلى جانب شخصيته الجريئة يتمتع بفعالية روحية تليق بدور بلاده البارز في الشرق الأوسط.
كما أن سموه سياسي محنك قام بالكثير من الزيارات المهمة لمختلف دول العالم وله مواقف سياسية معروفة ومفيدة في مختلف المؤتمرات المحلية والعالمية ويحمل سموه وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى والذي يعتبر أعلى وسام في المملكة، كما تلقى العديد من أوسمة الاستحقاق من الدرجة الأولى من عدة دول.
وقد ترأس الأمير سلطان ولفترة طويلة اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم، واللجنة العليا للإصلاح الاداري، ومجلس القوى العاملة واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي ونائب رئيس المجلس الاقتصادي الاعلى ورئيس مجلس ادارة الموسوعة العربية العالمية.
حصل الأمير سلطان على لقب شخصية العام 2005م الإنسانية في استفتاء جريدة الشرق الكويتية على مستوى كبار الشخصيات السياسية في الوطن العربي بمشاركة الشخصيات من كتاب ومفكرين وأدباء مثقفين وسياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني من أنحاء العالم لما للأمير سلطان من دور كبير ومآثره في دعم المشروعات الإنسانية حيث أسس مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية للخدمات الإنسانية والاجتماعية والثقافية محلياً وعالمياً.
وحقيقة الأمر كثيرة هي التجارب الإعلامية التي مررت بها، من خلال عملي الصحفي. سوف يبقى سلطان الفكر والثقافة بتجربته الحكيمة وبأعماله المجيدة التي تشارف غرر المستقبل وتضيء الدرب للأجيال القادمة وسوف يبقى صوتة عالياً في فضاءات الأمل والخير والحكمة والانسانية والعطاء لمن يعرف ومن لا يعرف, وفي ذاكرة الوطن الذي اعطاة جهده، ووقته وروحه، وقدم له كل ما يتوسمه من أبعاد تنموية، وخيرية وحضارية أصيلة وثرية ومتنوعة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
رئيس تحرير قلب الحدث الإلكترونية
samialmehana@hotmail.com