الحراك الثقافي في بلادنا خلال الفترة الماضية والحضور الثقافي السعودي في محافل عدة أفرزت أصواتا وأقلاما تضع لنا مشهدا فكريا وثقافيا على الساحة وحضورا غير مسبوق. هذا شيء جلي وواضح والقادم سيكون أكثر ثراء وإثراء بإذن الله.
لكن الملاحظ بأن كثرة من المثقفين السعوديين يجدون صعوبة في تقديم وعرض أعمالهم للجهة المسئولة بل في كثير من الأحيان لا يعثرون على منفذ أو وسيلة كي تصل أعمالهم وعطاءاتهم لمن يتبناها ويقدمها وفق الآليات المتبعة.. وربما توصد الأبواب إن وجدت في وجه من يحاول الوصول لتقديم إبداعه وعمله.
لا أعلم أين يكمن الخلل؟ هل هو في ضبابية المشهد؟ أم عدم وضوح أو تبيان الطريق الذي يجب على المفكر أو المثقف سلوكه؟ في الوقت الذي لا تفتأ قيادتنا الحكيمة توصي بالمواطن خيرا لا سيما أصحاب المواهب الإنجازات، وقد قيل لا خير في مجتمع يفرّط في موهبة ويسلمها للضياع.
قبل فترة صرّح معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه عن قيام الوزارة بإصدار خمس سلاسل ثقافية، وفي نهاية خطابة ذكر بأن المسئولين في وكالة الثقافة سيتولون توجيه الدعوات والاتصال بالمثقفين للمشاركة في إثراء هذه السلاسل بكتاباتهم ومؤلفاتهم وإنجازاتهم الثقافية. جميل أن يشرع معاليه الأبواب والنوافذ وأن يرمي بالكرة في مرمى المثقفين والمبدعين ولكن كيف لنا أن نصل؟
يا معالي الوزير: نحن لا نريد منهم الاتصال، بل ليتهم يردون على اتصالاتنا، فقد أتعبنا طرق الأبواب واحترنا... من نسأل ومن الذي يُسأل؟ ليتهم يتسلمون أعمالنا وينظرون إليها بعين العدل والإنصاف، وسنكفيهم مئونة البحث والتنقيب عنا، إذ هناك في وطننا المترامي الأطراف من يتمنى لفتة لمنجزاته الثقافية والفنية، ففي مناطق الأطراف مثلا كم من محبط، أو بالأحرى محبطة، لأن المرأة في مجتمعنا هي الحلقة الأضعف دائما، أما الرجل فبحكم حريته ومقدرته على السفر بدون محرم ولقائه بالمسئولين، يبقى يحاول ويناضل إلى أن يصل صوته وأعماله، أما نحن -معشر النساء - ففي الغالب تموت الموهبة فينا، وتبقى منجزاتنا حبيسة أدراجنا.
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول «استوصوا بالنساء خيرا» وقائدنا الحكيم ومليكنا المفدى يقول «ما شفنا من النساء إلا كل خير» فما بال الأقوام الأخرى!
القريات