بعد أن عاشت الأمة تلك الأيام العصيبة المملوءة بالحزن والأسى لفَقْد ذلك الرمز الوطني، رجل المروءات والمكارم والسخاء، محقق المنجزات العملاقة في المجالين العسكري والمدني، الرائد في البر والأعمال الخيرية، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، الذي صار إلى جوار ربه، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويجعل مكانه الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين، جزاء ما قام به وقدمه من أعمال جليلة خدمة لهذا الوطن والمواطنين، وأن يتقبل دعاء أولئك الذين كانوا يلهجون بالدعاء له منذ علموا بوفاته وهبوا من كل حدب وصوب للصلاة عليه ووداعه الوداع الأخير من خلال ذلك المشهد المهيب.. أتى بعد ذلك ما صار من ذلك القرار الحكيم الصائب والموفَّق بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ذلك القائد والإداري المتميز بثراء الخبرة والتجربة والنجاح المتصل في أكثر المجالات دقة وأهمية (مجال الأمن)، الذي صار بفضل الله ثم بفضل جهود سموه الموفقة مضرب المثل، ناهيك عما يتمتع به سموه من كرم الأخلاق وعذوبة النفس وكرم السجية وتهذيب الطبع وحب الناس الذين نال حبهم وتقديرهم.. رجل خدم دينه ومليكه ووطنه بإخلاص الرجال الأوفياء ذوي الخصال الحميدة والمتوجة بالتواضع الجم.. ليتجدد لسموه الحب والوفاء والسمع والطاعة مثلما بايعته الأمة على كتاب الله وسُنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. ولا غرابة في أن يكون من الرجال العظام؛ فهو ابن ذلك العبقري الرائع والعظيم مؤسس الكيان وموحده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وعلى خطاه وخطى أولئك الأماجد ممن جاؤوا بعده من قادة الأمة ومشيديها، ذلك الساعد الأيمن لقائد مسيرة الظفر - بإذن الله - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ندعو له ولسنده بطول العمر ودوام الصحة والعافية. وحفظ الله هذا الوطن الغالي من كل مكروه.
A-n-ALSHALFAN@HOTMAIL.COM