الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
فإن من نعم الله علينا في المملكة العربية السعودية ما هيئه لنا من وجود قيادة حكيمة مخلصة على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - ترعى مصالح العباد والبلاد وتسير وفق شريعة الإسلام العادلة وقد نتج عن ذلك ولله الحمد وجود التلاحم والترابط المتين بين الدولة والمجتمع وأصبح الجميع بفضل الله إخوة متحابين متآلفين قد جمع الله قلوبهم على حب دينهم ثم مليكهم ووطنهم ومن معالم التوفيق وشواهده ما تسير عليه قيادتنا الحكيمة في سهولة وسلاسة انتقال السلطة من السلف إلى الخلف ولذلك لما رأى ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بثاقب نظره وهو الملك الحريص على مصالح الشعب توفر الشروط المطلوبة لدى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لتولي منصب ولاية العهد أصدره أمره الكريم باختيار سموه لهذا المنصب الهام وذلك خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي توفاه الله وكان لوفاته رنة أسى وحزن من كافة أفراد المجتمع ومن العالم العربي والإسلامي وغيرهم فقد كان رحمه الله علماً بارزاً في الخير وصاحب بذل وعطاء وأعماله في الخير والبر مشهورة وظاهرة للجميع وهو أحد رموز المملكة وأركانها وله إسهاماته الكبيرة في بناء المملكة ونهضتها غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وقد خفف هذا المصاب تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وذلك لما يتمتع به سمو الأمير نايف من الصفات والأخلاق العالية التي يتفق الجميع عليها فهو رجل دولة من الطراز الأول علماً وعقلاً وحكمة وبصيرة وخبرة وقد أثبتت الأيام مقدرته بعد توفيق الله له وحسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - على مواجهة الأزمات الكبيرة والعمل على إيجاد الحلول اللازمة لها دون إثارة للمشكلات أو تضخيم لها أو إحداث ضجيج إعلامي حولها وعمل على إيجاد السياج الأمني الواقي لبلادنا من عبث العابثين وأعمال المفسدين والمجرمين وعمل على مكافحة الإرهاب ووأد المشكلات الناجمة عن ذلك في مهدها. وسمو الأمير نايف يتمتع بكفاءة نادرة في معالجة الأمور بأسلوب العالم المتبصر والمدرك لما يقدم عليه من أعمال وما سينتج عن ذلك من آثار فقد أعطاه الله رؤية صادقة ووفّقه للأخذ بأسباب النجاح بحكمة مع الجد والحزم وحسنالتعامل مع الأمور الجسام وهو وفّقه الله صاحب قرار مدروس ومحكم وممن يأخذ الأمور بروية وأناة وصبر ورباطة جأش حريص على إحقاق الحق والمصلحة العامة، وعلى كل ما يعود على البلاد والعباد بالخير والنفع العام. ولذا فإن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - وفقه الله - لسمو الأمير نايف لولاية العهد اختيار موفّق ومسدد وقد أسعد هذا الاختيار المبارك الجميع وفرحوا به أشد الفرح وذلك لما يتحلى به سموه من رجاحة العقل وبعد النظر والصدق والإخلاص والأمانة والحرص على مصالح الوطن والمواطنين. هذا وإن من واجب الجميع أن يلهجوا بالدعاء الخالص إلى المولى سبحانه وتعالى بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأن يجزيه أحسن الجزاء على هذا الاختيار الذي وافق محله وأن يلهجوا أيضاً بالدعاء لسمو الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأن يعينه الله ويسدد خطاه ويلهمه الصواب في القول والعمل وأن يأخذ بيده إلى كل ما فيه صلاح وخير للعباد والبلاد فهو العضد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين لكل خير وأمد في عمره وأدام نصره وتأييده ووفّق سمو الأمير نايف وأعانه وبارك له في وقته وأعماله وأدام على بلادنا في ظل هذه القيادة الحكيمة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والعزّ والنصر إنه سميع مجيب.
د. علي بن مرشد المرشد
الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً