مدخل:
«عُلوٌّ في الحياة وفي الممات
لحقٌّ أنت إحدى المعجزات»
في ظلّ نزف الأمة عضدها الراحل الذي لم يزل، بل سيبقى شارةً للمجد الأصيل في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية وفي ذاكرة الشعب السعودي- خصوصاً- ضرغاماً حانياً قريباً من جميع الطبقات رغم تفاوتها، يلفت انتباهي تباين وِجهات النازفين الشاهدين لسُلطان الخير إنسانيّته وتعدّد سبل التعبير عن ذلك، فالكثير من رسائل التعزية وصلتني من الخارج باعتبار كوني من الداخل بواسطة القنوات الفضائية مشاعر مُمَرّرة أسفل الشاشات حروفاً تهيكلت من البكاء مستقطبة من أقاصي الدنيا، كذلك المواقع الاجتماعية أمثال الـ facebook وTwitter غدت كأنما قلب واحد لعيون عديدة وألسنة كثيرة، فالناس فيها يجهشون معاً ويُوقعون معاً بثّهم ومصيبتهم ويتآزرون فيما بينهم باسم التلاحم الوطني والديني، أيضاً تلكم المشاعر المُعبّرة المنشورة في شتّى الصحف الورقيّة والإلكترونية على هيئة مقالات وأشعار واستشهادات ودعوات وما إلى ذلك، وكل هذا إنما يدلّ على بالغ الأسى الذي يُكلّل البلاد الإسلامية والخليج العربي وعامة الشعب وخاصتهم ابتداءً بالمشايخ والأطباء والمهندسين والإداريين وانتهاءً بالأميّين وصغار السن الذين أبوا إلا أن يوثّقوا ما يجيش في صدورهم ناحية المغفور له - بإذن الله- .
* * *
لذلك أسعد رغم مشقّة الحزن الذي يرتسم داخلي ويشاركني إيّاه أبناء الوطن وخارجه على فقيدنا الذي نذر نفسه إخلاصاً لدينه (ولا أزكّي على الله أحداً) وفداءً لبلده، ذلك لأني أبصر مما في الأعلى بقاء أثره وليس بقاء أثره فحسب، إنما عميق بقاء هذا الأثر وتغلغله في عروق الشعب وشرايينه، فأبتهل حبّاً وأسأل المولى له الثبات عند السؤال وأن ينام في لحده قرير العين وأن ينتفع بما بذله في سبيل إعزاز دينه وإنهاض بلده يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، عسى أن تكونَ دعوانا أجدى ما نقدّمه إليه...
مخرج :
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ تغمّد الله الفقيد بواسع رحمته وعظيم منّه وكرمه..
غادة عبدالعزيز الحسون - القصيم