الحديث عن فقد الأمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز- يرحمه الله- لا ينتهي فمآثره كثيرة فهو رجل البذل والعطاء وصانع وصاحب الابتسامة الشافية التي لن ينساها الجميع لأنها تبعث في النفس الأمل.
سلطان بن عبد العزيز الأمير في سماته وطبعه فقد جند نفسه لخدمة دينه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء وبذل نفسه طوال حياته لخدمة الإنسانية ولذلك فإن التاريخ يسجل بمداد من الذهب إنجازاته العسكرية والاقتصادية والإنسانية والحنكة السياسية ومساندته للمرأة السعودية في جميع المجالات، ولم يكن سلطان بن عبد العزيز أنانياً وأن يكون حكراً على أبناء وطنه وإنما كان خيره على العالم بأجمعه.
ولذلك فقد العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة واحداً من عظمائه، فالمصاب جلل والحزن عميق وعزاؤنا أنه انتقل إلى أرحم الراحمين، خسارتنا كبيرة في أمير تبادل الحب والوفاء مع الجميع وأياديه البيضاء تبقى شاهداً للتاريخ لأنه شخصية نذرت نفسها في كل أوجه الإنسانية فللراحل سجل حافل بالإنجازات وأعمال الخير ودعم الجهود الإنسانية.
سلطان بن عبد العزيز فارس الوطن والجود، لذلك فإن المملكة العربية السعودية فقدت أحد أبرز روادها وباني نهضتها الحديثة وقائدا أسهم في بناء الوطن ورجل الخير والعطاء سيخلد أثره وسيبقى فينا رمزاً عظيماً للخير والعطاء والإنسانية. ومن أعظم كلماته: ( أوصيكم ونفسي بتقوى الله. لأنه بتمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله سنظل بحول الله أقوياء أشداء على أعدائنا)، نعم فقد فقدت الدولة السعودية واحداً من أركانها ورجالها المخلصين العظام فقد زرع عقودا من الحب في قلب الوطن ونبض المواطن.
نعم سلطان بن عبد العزيز فقيد أمة وصفحاته مضيئة في دعم غير محدود للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومواساة المحتاجين فهو مصاب الأمة الإسلامية والعالم أجمع.
لذلك ليس من السهل علينا أن نستوعب عبارة رحمه الله بعد اسم الأمير سلطان بن عبد العزيز بدلاً من كلمة يحفظه الله بعد اسمه التي تحمل دعوة ظلت جزءاً من اسمه على ألسنة كافة أفراد الشعب السعودي الوفي بمختلف أجيالهم يترسخ غياب سيدي اليوم مجللاً بالدعوات والدموع والشعور الحزين على فقده رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
لقد أبكيتنا جميعاً سلطان الخير بل وبكت على رحيلك الشعوب العربية والإسلامية حيث أحبك الناس لحنانك . أحبك الناس لابتسامتك التي تعبر عما يكنه قلبك من الخير للناس أحبك الناس لإحساسك بمآسيهم ومتاعبهم ومواجعهم ولمواقفك الإنسانية التي حباك بها الله سبحانه وتعالى .. سلطان بن عبد العزيز.
لقد ذهلت الأمتين العربية والإسلامية على مقدار الحب الذي تحظى به أيها الأمير الإنسان من كافة أفراد الشعب السعودي الوفي لك أيها الأمير القائد فكان الحزن بادياً على كل أفراد الشعب وهذا ليس غريب على شعب أحب قيادته وتفانى من أجلها حتى قصرك العامر بأولادك وبناتك البررة ساده الحزن على رحيلك والأماكن التي كنت تتواجد بها حزينة عليك أيها الأمير المعطاء إن الأثر الكبير الذي تركه سلطان سيظل في قلوبنا ما حيينا ويعيش بيننا للأبد حيث كان طوال حياته يزرع الحب في نفوس كل أبنا شعبه وشعوب العالم بابتسامة كانت تلازمه دائماً حيث أصبحت ميزة و صفة لأمير الإنسانية والعطاء ولما كانت هذه صفاته مع الناس كافة فالجميع اليوم يدعون له بكل إخلاص بالرحمة والمغفرة الحسنة بإذن الله تعالى. نعم رحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله روحاً وجسداً وبقي أثراً داعماً للخير في أرجاء المعمورة، فقد أسس (دستوراً) من الحب والتقدير والاحترام في قلوب الناس بمواقفه الإنسانية المشهودة. رحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وتغمده برحمته وأنزل عليه شآبيب رحمته وأسكنه فسيح جناته وألحقه بالصالحين وأسأل المولى جلا وعلا أن يلهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله - وسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يحفظه الله - والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل فللّه ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار رحمك الله يا والدنا سلطان الخير وجعل ما أنفقته من نفقة وما قدمته لأمتك ووطنك وأهلك وشعبك والمسلمين والعالم أجمع في ميزان حسناتك فالخير باق للإنسان بعد مماته .
وداعاً أمير الفقراء والمساكين، طبت حباً حياً وطبت حباً ميتاً فأعمالك سيشهد لها التاريخ المنصف. رفع الله درجاتك في العليين، وأسكنك الفردوس الأعلى وجبر الله مصابنا فيك يا من أجمع الناس على حبك فأنت خسارة وطن.. ومصاب أمة لمنبع الخير ورمز الإنسانية.
جواهر العبد العال - عضو هيئة الصحفيين السعوديين