|
بادئ ذي بَدْء يشرفني أن أعرب عن خالص إعجابي وتقديري للنظرة الثاقبة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - باختياره أولاً صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ثم اختياره - أيده الله - لسموه ولياً للعهد، وتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية؛ فهو اختيار موفَّق صادف أهله؛ فالأمير نايف سِجل حافل بالإنجازات الوطنية، وهو من أبرز الشخصيات السياسية والأمنية والاجتماعية.
كما يشرفني أن أتقدم بأجمل التهاني وأصدقها لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بهذه الثقة الملكية الغالية، وبهذه المناسبة أستعيد هنا سطور مقال كتبته في هذه الجريدة بتاريخ 15-12-1421هـ بعنوان (وزير الداخلية بين العصامية والعظامية) بعد أن تشرَّفت يومها بلقاء سموه الكريم مع مسؤولي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، تحدثت فيه عن عصامية الأمير، وكيف أنه جمع بينها والعظامية حتى حاز المجد من جميع أطرافه. وعن سياسته - يحفظه الله - في ضبط الأمن في الوطن المترامي الأطراف، وعن دور سموه في احتضان مشاكل المجتمع الداخلية والخارجية إلى جانب اهتمامات سموه بقضايا الدولة، وكيف أن مشاغل سموه وتعدد مسؤولياته لم تشغله عن الاهتمام بقطاع القوى العاملة فقد خصص لنا سموه جزءاً ليس باليسير من وقته الثمين للاجتماع بنا حاثاً ومشجعاً وداعماً لمضاعفة الجهد وتوفير الإمكانات لتدريب الكوادر الوطنية لسد حاجة سوق العمل، وبهذا الفكر المستنير سبق سموه الزمن للعمل على سد الفجوة بين مخرجات التعليم والتدريب من جهة وحاجات سوق العمل من جهة أخرى، وهي معالجة مبكرة في اجتماع تفصله عنا اليوم 11 عاماً مضت، ويومها عمل الأمير بحكمته وبُعد نظره على الاهتمام بأمرين مهمين، أولهما إيجاد فرص عمل لشباب هذا الوطن، وثانيهما سد حاجات سوق العمل بالكوادر البشرية الوطنية المؤهلة.
كما تشرفت قبل نحو ستة أشهر أثناء عملي نائباً لوزير التعليم العالي بلقاء سموه مع عدد من المسؤولين من جهات حكومية عدة في اجتماع دام أربع ساعات، خصصه سموه لبحث سبل تطوير القوى العاملة الوطنية ودراسة مخرجات التعليم العالي وخطط استيعاب خريجي الجامعات حرصاً من سموه الكريم على تحقيق متطلبات خطط التنمية وتلبية متطلبات سوق العمل وتوفير فرص العمل لأبناء وبنات الوطن.
وفي الختام أسأل المولى القدير أن يمد سموه بعونه وتوفيقه، وأن يشد به أزر أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأن يحفظهما بحفظه، ويحفظ هذا الوطن المعطاء، ويديم عليه نعمة الأمن والأمان، إنه نعم المولى ونعم النصير.
نائب وزير التعليم العالي سابقاً