|
جدة - صالح الخزمري
عبر الأدباء والمثقفون عن حزنهم العميق لرحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - الذي وافته منيته صباح السبت وعموا مآثره الجمة والمناصب التي تقلدها وحبه لعمل الخير.. فإلى هذه المشاركات المعبرة تجاه الراحل.
الأمير سلطان بن عبد العزيز
داعم للثقافة في بلادنا
(ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية)
ببالغ الحزن والأسى يعيش وطننا الحزن لفراق ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. إن المصاب يعمّ أرجاء الوطن، من أقصاه إلى أقصاه، فالراحل له أيادٍ بيضاء على الجميع، وله فضل مستمر على مختلف شرائح الشعب، يجد الضعفاء والمرضى فيه خير مساند لهم، ويجد الطلاب والعلماء والباحثون منه الدعم والعون، كما يجد المثقف والفنان والأديب كل دعم وتأييد. وبقدر ما بلغت خيراته للأفراد صغيرهم وكبيرهم، فقد تبوأت أعماله الجليلة مكانتها في المؤسسات والجهات داخل المملكة وخارجها. لقد أسس لمشروعات تنموية عديدة، في مجالات الثقافة والتعليم والبحوث في شتى الحقول المعرفية والخدمية. وقد ساهمت جهوده ودعمه وتوجيهه في تحقيق قفزات من النهضة في تلك الحقول وتحقيق الراحة والاستقرار للمواطن والمقيم على حد سواء. ولأنه نموذج فريد للإنسان الفاضل في كرمه ونبله ورؤيته المتوازنة للحياة، فقد انتقل إلى جوار ربّه وقد خلّد ثقافة إيجابية في حب الخير والبذل السخي والعطاء المتواصل لخدمة الإنسانية. وسيبقى رمزًا خالدًا للخير والحب ونموذجًا فريدًا لرجل الدولة الحكيم الذي خدم وطنه ومليكه وشعبه بإخلاص وتفانٍ.
الأستاذ عبد الله الكناني - مدير عام الأندية الأدبية
رحم الله فقيد الأمة والوطن رجل الخير والعطاء بذل جهده لخدمة دينه وأمته سهر على أمنه وصون مقدراته وحماية أجوائه وحدوده البرية والبحرية
إنه رجال في رجل أخلص فاستحق تقدير القيادة وثقتها ونال حب المواطن والمقيم صاحب الأيادي البيضاء على الكثير والعطاء الجزيل داخليا وخارجيا قاد بحنكة واقتدار الكثير من الأزمات والمهمات لمصلحة الوطن والمواطن. داعم ومؤازر للكثير من مشاريع التنمية والثقافة ونشر الموسوعات والكتب ودعم المؤسسات الثقافية والأدبية، صاحب ابتسامة وحضور وبلاغة في التعبير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
الإعلامي علي داوود
حين ينعى الابن أباه فإن عاطفة البنوة قادرة على أن تعينه على ما يقول.. لأن في ذلك ترجمة فطرية لعاطفة سامية زرعها الله في الصدور
وحين ينعى الأخ أخاه فإن للأخوة نبع مشاعر تفيض بصادق الكلمات وحين ينعى المحبون أحب من أحبوا فإن أحاسيسهم تتجاوز كل المألوف من العبارات وحين ينعى المحسن إليهم يد الإحسان التي طالما امتدت إليهم ترتفع كل هذه الأيدي على السماء بدعاء الخير والثبات ولكن ونحن ننعى اليوم الأب والأخ والحبيب والمحسن تتداخل كل المشاعر وتختلط كل العواطف وتتشابك كل الأحاسيس فتذرف العيون طائعة دمعا ممزوجا بالصبر والإيمان وتحتفظ القلوب مختارة في حناياها بصورة تلك البسمة العذبة التي كانت تفيض حبا وأبوة وحنانا.
ولأنه الحق.. ولأنها الحقيقة نقول معا وككل المسلمين إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
مؤمنون أن البقاء لله وحده وأن الدنيا كلها إلى زوال، مدركون أن العمل الصالح يمكث في الأرض حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولقد سطر الراحل العزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في الأرض نماذج راقية من العمل الصالح حتى غدا سلطان الخير شعارا لكل خير وعنوانا لكل بر ولم تأخذه العقود المتتابعة على دروب الخدمة الوطنية الرسمية منذ أن كان أميرا لعاصمة المجد والعز رياض الخير والتاريخ حتى رحل عن دنيانا مغفورا له بإذن الله وليا للعهد وقائدا ووزيرا لقوات الدين والوطن.. لم تأخذه كل تلك السنين ولا كل تلك المهام عن خدمة أبناء هذا الوطن مشاركا في أفراحهم ومخففا وقت الجراح ومعينا بعد الله عند الحاجة.
جعل الله ما قدم من عمل وما كان أن يقدم لدينه ومليكه ووطنه في موازين حسناته وأسكنه فسيح جناته وستبقى بعون الله صورته حية في عيوننا نابضة في قلوبنا تجسيدا للعطاء والفداء وتمجيدا للخير والوفاء.
رحيل سلطان الخير
د. زيد بن علي الفضيل (باحث و كاتب صحفي)
تقف الكلمات حائرة حين يكون المراد الحديث عن رمز من رموز الخير والكرم، له في كل قلب وذاكرة حكاية خير، إنسان لازمته ابتسامته البريئة طوال مسيرة حياته المليئة بالعطاء، إنه سلطان الخير، سلطان الكرم والجود، سلطان المحبة والوفاء، الذي تربى أسوة بإخوته الكرام في كنف والده المجيد متشربا قواعد الحكمة وعلامات السياسة، سلطان العلو والرفعة، الذي استشعر قيمة أمته وعظمتها خلال ملازمته لأخيه الفيصل، ذلك الفارس المليء بكنوز المجد، المسكون بعظمة أمته، الذي استقر في حنايا وأركان أخيه، فكان له أكبر الأثر من بعد والده عليه، سلطان العمل والاجتهاد، الذي قدر له الله التدرج في مختلف الأعمال بصورة سلسة، مما مكنه من معرفة كل شيء، والمرور على كل شيء، يمكن أن يكون له أبلغ الأثر الإيجابي على خط التنمية والازدهار لوطننا الأبي، إنه سلطان الحكمة الذي حضي بثقة والده ولما يبلغ العشرين، حيث تم تعيينه في الأول من ربيع الآخر لعام 1366هـ الموافق 22-2-1947م أميرا على محبوبة أبيه، مدينة الرياض، فكانت بصمته الواضحة عليها، حيث شارك بمعية والده في تأسيس مختلف الأنظمة الإدارية التي تهدف إلى تنظيم أمور الناس، وتجعل من تطبيق العدالة الاجتماعية أساسا لها، ثم ومع تشكيل أول مجلس للوزراء بالمملكة تم تعيينه وزيرا للزراعة في عام 1373هـ - 1953م، ثم وزيرا للمواصلات في العام 1375هـ - 1955م، ثم تولى مقاليد وزارة الدفاع والطيران عام 1382هـ - 1962م لتشهد الوزارة بكامل فروعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي، نموا وازدهارا، وقوة ومنعة. إنه سلطان الأمير الإنسان الذي فارقنا إلى رب غفور، فهنيئا له بلقاء ربه، وعزاء لنا بفراقه.