|
شهدت القوات المسلحة السعودية تحت قيادة سموه عهداً من التطور والنماء، واستطاع بجهوده بناء نظام دفاعي متكامل للمملكة العربية السعودية، كما حقق من خلال وزارة الدفاع إنجازات لافتة ليس فقط في مجالات الدفاع والطيران، بل في مجالات التنمية الوطنية.ويعد تعيين الأمير سلطان في عام 1962 وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً، أهم مرحلة في تاريخ القوات المسلحة السعودية مما يمكن وصفه بالعصر الذهبي لهذه القوات بفروعها الأربعة، حيث انتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة , ويعد العمل مع سموه الكريم تدريباً متواصلاً في أصول القيادة والإدارة وحسن تقدير الوقت.
وتمثلت جهود الأمير سلطان في تطوير القوات المسلحة في إنجازات كثيرة أسهمت بشكل فاعل في وصول القوات المسلحة لما نشاهده هذا اليوم من قدرات عالية للدفاع عن مقدرات الوطن وشملت هذه الجهود البنية التحتية لكافة المرافق القيادية والتعليمية والمهنية والصحية والاجتماعية. وقد كان لسموه الكريم الاهتمام العظيم بالعنصر البشري من حيث التأهيل والتدريب مما مكن منسوبي قوات الدفاع الجوي من التعامل بإحترافية مع أحدث منظومات التسليح وأكثرها تعقيداً من ناحية التقنيات العالية كما أن لسموه جوانب إنسانية عظيمة تمثلت في اهتمامه البالغ بحقوق منسوبي القوات المسلحة من خلال المتابعة المستمرة لأحوالهم وأحوال عائلاتهم وتمكين منسوبي القوات المسلحة من الحصول على حقوقهم النظامية واهتمامه البالغ بالسؤال المستمر عن أحوال أفراد القوات المسلحة وعوائلهم وقضاء حوائجهم في مختلف المجالات وحثه المستمر على تطوير الذات والتزود بكل ما هو مفيد في المجالات العسكرية المختلفة واكتساب المهارات الفنية اللازمة لأنظمة التسليح.
رحم الله سموه وأسكنه فسيح جناته فقد فقدت الأمة العربية والإسلامية عامة والمملكة العربية السعودية رجلاً يشح الزمن أن يجود بمثله وستبقى أفعاله ومآثرة شاهدة على مدى التاريخ.
* قائد قوات الدفاع الجوي