|
الصفات يزرعها الخالق جل جلاله في خلقه كيف يشاء، يجعل البعض أميناً مخلصاً، بشوشاً، محباً للخير وفاعلاً له، خدوماً للناس، ويجعل البعض الآخر عبوساً، كارهاً، قانطاً، ناقماً، ويجعل آخرين بين هذه وتلك، تلك نعم الله يهبها لمن يشاء، ويحرم منها بعدله من يشاء، هذه الصفات كما قلنا من الله ولكن الأهل والمحيط له دور كبير في تنميتها وتهذيبها، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته واحد من الرجال القلائل الذين منحهم الله صفات عديدة لم نرها ونشهدها إلا في القليل جداً من البشر، لقد عملت مع سموه الكريم فترة بسيطة كسكرتير للجنة العليا للإصلاح الإداري حين كنت موظفاً في معهد الإدارة العامة، وكان رحمه الله رئيس تلك اللجنة، لمست من سموه عن قرب طيب القلب، وبشاشة الوجه، وكرم اليد، وعفة اللسان، وحنان الأب، وعطف الوالد، والالتزام بالمواعيد، وتقدير العاملين، ومساعدة المحتاجين، والعطف على الفقراء والمساكين والمعوزين، لا يترك محتاجاً إلا وقد سدد له حاجته، ولا يرد قاصداً إلا وقد لبى له طلبه، ولم تكن هذه الصفات الإنسانية الفذة هي الوحيدة والطابع المميز لسمو الأمير سلطان رحمه الله، بل كان رجل دولة، وحكيم سياسة، وقائد إدارة، كانت مواقفه السياسية والإدارية تشهد له ببعد النظر، والقدرة على مواجهة الصعاب والشدائد، وحل المشاكل والقضايا بالطرق التي تحمي مصالح الوطن والأمة، لقد اتصف الأمير سلطان رحمه الله بصفات عديدة يندر أن تجدها في رجل واحد، فقده مصاب جلل، ومصيبة كبيرة للوطن وللأمة ولكن تلك أقدار الله سبحانه وتعالى، وتلك حكمة الله وقضائه في خلفه، فالبقاء لله وحده، وكل نفس ذائقة الموت.
رحم الله الأمير سلطان رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وتجاوز عن ذنوبه، وعوض الله الوطن بعمر مديد وصحة وعافية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وكافة الأسرة الكريمة والشعب السعودي و ِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكيل الحرس الوطني وعضو مجلس الشورى سابقاً