|
الدوادمي - عبدالله العويس
ضمن جولات (الجزيرة) لمراكز وقرى المحافظة تشرّفت بزيارة بلدة زاخرة بالعمران والسكان عندما لاحت لافتة على مدخل البلدة تحمل مشاعر الحزن والأسى المقرونة بالدعاء لفقيد الوطن سلطان الخير, وتعبّر عمّا يكنه أهاليها من محبة وولاء صادق لقيادات هذا الوطن الغالي, فكان اللقاء مع المعرّف الشيخ سعود بن حمود العبسي فتحدث بألم وحرقة قائلاً:
ودّعنا بدموع الحزن العميق فقيدنا الكبير سلطان الخير والجود في مقبرة العود يحتضنه ثرى الوطن وقبل ذلك في القلوب, فهلّت المآقي الدموع, وارتفعت الأصوات بالبكاء والدعاء, فالخطب جسيم وفقده فاجعة, كيف وهو كافل الأيتام, ومعين الأرامل, ومعتق الرقاب من القصاص بوجاهته المقدّرة. رحل الأمير سلطان فغابت معه ابتسامته المعهودة التي كانت لا تفارق محيّاه, وعزاؤنا فيه شمائله الخيرية الكثيرة التي أبقته حيّاً, نعم لم يمت سلطان بن عبد العزيز فذكراه العطرة لا تفارق مخيّلتنا, نعم، فقدنا شخصية استثنائية بكل معنى الكلمة, يملك الصبر والحكمة, ويحمل في قلبه حبّاً لكل أبناء شعبه, فما قصده محتاج فعلاً إلا وتحقق له مطلبه, ولم يكن يقلق راحته - رحمه الله - إلا الجوانب الإنسانية، حيث لا يهدأ له بال حين يسمع عن مريض بحاجة إلى علاج, أو يتيم يحتاج كفالة, أو أرملة مسكينة بحاجة إلى مساندة وعناية, فهو مجمع لفضائل الأعمال الخيرية, ورمز لكل قيمة وشعار لكل فضيلة. تغمده المولى بفيض رضوانه, وبارك سبحانه في إخوانه الأبرار أسود عرين المؤسس طيّب الله ثراه.
واختتم العبسي حديثه بعد أن أدركته عبرات التأثر بقوله: رحمك الله يا سلطان العطاء وجزاك عن شعبك خير الجزاء, وأسكنك الفردوس الأعلى, إنه تعالى قريب سميع مجيب, {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.