|
بيروت - منير الحافي
أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري أن فقدان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز خسارة جسيمة، على الصعيد الإنساني والسياسي.
وفي حديث خاص لجريدة «الجزيرة» قدم عسيري باسمه وباسم كافة منسوبي السفارة السعودية في بيروت والمكاتب التابعة لها وكافة الطلاب السعوديين والمواطنين السعوديين المقيمين في لبنان أصدق التعازي القلبية لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية -حفظه الله- وأبناء المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولكافة أفراد الأسرة المالكة وكافة أبناء الشعب السعودي النبيل بفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يرحمه الله.
مؤكداً أن «سلطان الخير» لم تخسره المملكة العربية السعودية وحدها بل خسره العالمان العربي والإسلامي برمته كما خسرته الإنسانية.
أضاف: «الحزن كبير على رحيل سمو الأمير سلطان، لأننا جميعا نشعر كأننا فقدنا والدا عطوفا حريصا على أبنائه».
وعن مآثر الفقيد وأعماله القيادية والإنسانية قال: «من الصعب الحديث عن سمو الأمير سلطان بعجالة أو اختصار مآثره وأعماله بعدة سطور لأنه كان عدة رجال في رجل، فكان ولياً للعهد ووزيرا للدفاع والطيران ومفتشا عاما ورئيسا وراعيا لعدد من البرامج العلمية والثقافية المتنوعة».
وقد استطاع أن يوفق بينها وأن يبرع في القيادة وفي تحمل المسؤولية. كان رحمه الله رجل دولة من الطراز الأول، صاحب رؤيا ثاقبة وفكر نيّر صفاته الهدوء والحكمة والتعقل.
كان سمو الأمير سلطان مدرسة في الوطنية والقيادة والإدارة، من طينة قادة ملهمين ينذرون حياتهم للوطن وخدمة أبنائه. وإلى هذه الصفات القيادية حباه الله عز وجل حضورا إنسانيا مميزا، فكان صاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء والابتسامة التي لا تفارق وجهه.
وأردف السفير عسيري: إنني على يقين تام أنه لا يخلو بيت سعودي أو عائلة سعودية إلا ولسمو الأمير سلطان فضل عليها، بمساعدة أو مكرمة.
كان رحمه الله شغوفا بعمل الخير مندفعا باتجاه الفقير والمريض والمحتاج والمؤسسات الخيرية التي أسسها تعبّر أفضل تعبير عن مشاعره الإنسانية، أما تعيين أبنائه أعضاء في مجالس إدارة هذه المؤسسات فهو حرص إضافي منه عليها وعلى إصراره عليهم أن لا يتوقفوا عن متابعة هذه الرسالة السامية.
وعن عمل الأمير سلطان وزيرا للدفاع قال: لقد أولى سمو الأمير سلطان - يرحمه الله- عناية خاصة بالجيش والقوات المسلحة فعمل على تطويرها عدّة وعديداً، فأصبح الجيش السعودي واحدا من أقوى الجيوش العربية، ويمتلك أحدث منظومات الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة. ولم يكن يرحمه الله يفرق بين جندي وضابط أو أي مسؤول بل كان يعامل الجميع معاملة الوالد.
وبالنسبة لعلاقة الفقيد الكبير بالشأن اللبناني، وماذا عن شعور اللبنانيين بفقدانه قال عسيري: إن الشعب اللبناني بكامله شعر مثلما شعر الشعب السعودي بثقل هذا المصاب لأن الجميع يكنّون لسمو الأمير سلطان المحبة والتقدير لأنه كان منذ سنوات طويلة حريصا على متابعة الشؤون اللبنانية والمساعدة في كل ما يلزم من أجل تقريب وجهات النظر وتحسين الأوضاع الداخلية على مختلف الصعد. وإنني أسمع الكثير من المسؤولين اللبنانيين الذين ألتقيهم أن سموه كان يحث الجميع على التفاهم وتعزيز الوحدة والتفاهم الداخلي والحرص على مصلحة لبنان.
ومحبة الأشقاء اللبنانيين للأمير سلطان تجلت عبر إعلان الدولة اللبنانية يوم الدفن الثلاثاء، يوم حداد رسمي، وعبر انتقال وفود رسمية يتقدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى المملكة للتعزية بالفقيد الكبير.
وكذلك عبر المشاعر الصادقة التي عبرت عنها الصحافة والكمّ الكبير من برقيات واتصالات التعزية التي تتلقاها السفارة.
وختم سعادة السفير حديثه بالقول: إن أمثال الأمير سلطان بن عبد العزيز تخلدهم أعمالهم، وأسماؤهم تبقى محفورة في قلوب محبيهم، فهو رحمه الله وإن غادرنا بالجسد إلا أن ذكراه وإطلالته وابتسامته ستبقى في قلوبنا وضمائرنا ما حيينا.