لم يكن سلطان بن عبد العزيز رجلا عاديا ولا مسئولا عاديا لقد كان رحمه الله فوق ذلك كله، لقد كان رمزاً من رموز الأمة العربية والإسلامية أخلص لربه ولمليكه ولوطنه، وضحى بوقته في سبيل إسعاد الآخرين، سلطان بن عبد العزيز كان رجلا في دولة ودولة في رجل، كان رحمه الله حليماً رشيدا ذا فكر متوقد صائبا وذا ابتسامة تخفي في طياتها سجيات الرجل العربي الحر الأصيل والشهم الكريم..
رحل سلطان الخيرسلطان الإنسانية إلى ربه وترك لنا أعماله البيضاء، أعمال الخير في كل شبر من أصقاع المعمورة.. كان رحمه الله سنداً وعوناً لكل محتاج ضعيف أو فقير..
امتدت أياديه البيضاء إلى خارج وطنه في بلاد المسلمين كافة لم يترك عملا من أعمال الخير إلا وساهم فيه ولا منجزا يعود على الإسلام بالنفع إلا وكان شريكا فيه.. إنه مصاب جلل على وطنه ومواطنيه وكل البلاد العربية والإسلامية..
فقدانه مّر وفراقه صعيب والحزن يخيم على كافة الأوطان لفقد هذا الرجل الكبير في اسمه ومكانه وذكراه..
ومرارة الفراق لن تكون محصورة على أبنائه وأحفاده وإخوانه بل على كل فرد من أفراد هذا الشعب، وكذلك أبناء الوطن العربي والإسلامي..
إذ إن سلطان بن عبد العزيز رحمه الله قد صنع لنفسه مكانة عالية في سماء الشرف وحلق في فضاء الأمة العربية كلها.. وكان عوناً وسنداً ومخلصاً لمليكه ووطنه..
ذهب إلى ربه راضياً مرضيا بإذن الله، أما مزاياه وسيرته رحمه الله فلن تسعها الكتب وستجف الأقلام وتنتهي الصحف قبل أن توفيه حقه أو تستعرض ما قدمه لوطنه وأمته..
فليس له منا إلا أن نتوجه إلى المولى الكريم بالدعاء له بأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه جنات الخلد خالدا مخلدا فيها، وأن يجعل ما قدمه للإسلام والمسلمين والضعفاء والمستضعفين في موازين أعماله الصالحة والا يحرمه ورود حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما نسأل المولى أن يحفظ لنا ولي أمرنا ويكفيه شر الأمراض ما ظهر منها وما بطن وان يعينه على الصبر لفقد ولي عهده وان يطرح البركة والخير في من بقي، ويحفظ لنا أمننا وأماننا وان يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا ويحفظ له قادته وقيادته ولا يريهم أي مكروه إنه تعالى على ذلك قدير، وان لفراقك لمحزونون يا أبا خالد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
alfrrajmf@hotmail.com