رحل صاحب الابتسامة الجميلة.. رحل رجل الخير والإنسانية.. رحل والد المعاقين والمحتاجين.. رحل رجل السياسة والدفاع.. نعم إنه قضاء الله وقدره ونحن مؤمنون بالقضاء والقدر، إنها حكمة الحياة فكلنا راحلون، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.. فما أصعبه من فراق حينما تفقد أناس تحبهم في الله وساهموا بشيء جميل وخيري في حياتك.. والدتي شفاها الله وأطال بعمرها كانت ضمن من شملهم خير سلطان وذلك بعد أن أمر بإدخالها مدينة سلطان للخدمات الإنسانية حينما عرض حالتها رجل لا يريد ذكر اسمه على سلطان الإنسان لم يتردد في إصدار الأمر بالعلاج، بل حرص على متابعة حالتها.. عرف عنه رحمه الله حبه لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين ومرضى ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم تأخره، بل يعاتب من أوكل لهم مهمة متابعة من يطلب المساعدة يعاتبهم عند التأخر عن ذلك.. نعم سلطان الخير أعماله الخيرية وصلت للقاصي والداني.. الرجل رحل؛ وتماشياً مع مقولة (اذكروا محاسن موتاكم) ذكرت وسأذكر ما يستحق من المحاسن، ولو أن محاسنه تحتاج لمئات من الصفحات ولكن بشكل مختصر.. فخير سلطان كما ذكرت عمّ كل شيء، حيث أنشأ رحمه الله مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، بموجب الأمر السامي الكريم رقم أ-77 وتاريخ 20 شعبان 1415هـ الموافق 21 يناير 1995م، وهي مؤسسة خيرية ذات شخصية اعتبارية، وتنطلي تحتها مدينة سلطان للخدمات الإنسانية والتي تعتبر من أفضل المنشآت الصحية، والتي تعنى بالتأهيل الطبي لجميع الأعمار لما تحتويه من كوادر ومرافق ومحتويات صحية عالمية متكاملة أيضاً برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) ويهدف لتقديم خدمات الاتصال الطبي والتعليمي وغيره، أضف إلى ذلك اهتمامه في مجال العلوم والتقنية، حيث أنشأ مركز سلطان للعلوم والتقنية المعروف بـ(سايتك) والموجود في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية عدا مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري ولجنة سلطان بن عبدالعزيز للإغاثة والتي شملت دولاً عدة كالنيجر ومالي وتشاد وإثيوبيا وغيرها من الدول، ولم تنته خيرات سلطان بن عبدالعزيز بما ذكرت فأعماله لا تعد ولا تحصى وستبقى شاهدةً له بعد رحيله.
الشارع السعودي بكل أطيافه وأعماره افتقد سلطان بن عبدالعزيز، فلقد شهدنا بعد سماع خبر وفاته تفاعل الشعب مع هذا المصاب الجلل، حيث شاهدت في مواقع التواصل الاجتماعي كالتويتر والفيس بوك توشح الصور الرمزية للمستخدمين بصوره والتي كتب عليها عبارات المحبة والدعاء له كذلك أجهزة البلاك بيري والآيفون وغيرها، مما يدل على أن الراحل ليس بالرجل العادي والذي استطاع بأعمال أن يمتلك تلك القلوب المحبة له.. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).. وكل المحبين له من مختلف الجنسيات والأجناس هم أبناؤك يدعون لك بالرحمة والمغفرة.. اللهم اغفر لعبدك سلطان بن عبدالعزيز اللهم إن محبيه شهودك في أرضك يدعون له بالرحمة وسعة القبر والنجاة من النار اللهم تقبل دعاءهم وتقبل صالح عمله إنك غفور رحيم.
- الزلفي