صحوتُ كما صحا غيري من السعوديين على نبأ وفاة ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا والأسرة المالكة الكريمة الصبر والسلوان فإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على قضائه وقدره, وما هذا الحدث الجلل إلا اختبار وامتحان بالصبر والسلوان.

إن فقدنا لولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وانتقاله إلى جوار ربه مصاب صعب لرجل أخلص لدينه وشعبه وبلاده، فبرحيله تكون الإنسانية قد فقدت رجلاً من أغلى الرجال رجلاً من أعز الرجال رجل يشهد العالم بأعماله الخيرة التي بلغت عنان السماء رجل ارتبط اسمه بالعمل الخيري كمؤسس للحركة الخيرية في المملكة العربية السعودية وخارجها، رجل عرف بحبه لعمل الخير إنه رجل وضع نفسه أباً حانياً للطفل وأخاً للرجل والمرأة فالفقيد كان شخصية غير عادية فقد كان رجل دولة ورجل إنسانية يلقب بسلطان الخير، رجل شهد ملحمة التنمية على مدى ستين عاماً وأحد شهودها وبناتها وأحد الذين صاغوا البدايات الأولى في هذه التنمية منذ أن كان أميراً لمدينة الرياض عام 1366هـ ومنذ توليه أول منصب وزاري وهو وزير الزراعة في أول مجلس للوزراء في المملكة في عهد الملك سعود في عام 1373هـ وكانت أول مشاريع سموه مشروع توطين البادية والذي جاء في إطار الخطوات المبكرة في التطوير والتنمية.. لقد انتقل بعدها وزيرا للمواصلات وذلك في عام 1375هـ ثم يعين عام 1382هـ في موقعه الذي عُرِف به واتسمت به شخصيته وأصبح ملازما له.. وهو منصب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. لقد شهدت سنواته الطويلة في هذا الموقع الهام تحولات وتبدلات إقليمية ودولية.. ومرَّت على المملكة عواصف الأحداث على حدودها وعلى بعد مسافات من شواطئها وكانت تتعرض لكل تقلبات تلك الأحداث وانعكاساتها.. لكن ظلت متماسكة إنساناً وأرضاً والخاتمة صنعت لها رؤية سياسية وأسست لنفسها حضورا إقليميا وعربيا وإسلاميا.. ودوليا يرتكز على أهمية القيمة الروحية والموقع الجغرافي والقوة الاقتصادية

رحمك الله يا سلطان فقد صغت توجه أمة بنجاح بالغ تجاه المستقبل.. رحمك الله يا سلطان وجزاك الله عنا خير الجزاء وأدخلك فسيح جناته فقد كنت من أغلى الرجال.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

الوكيل المساعد المشرف على الإدارة العامة للمراجعة الداخلية بوزارة التعليم العالي