ما هذه الأحزانُ والأشجانُ
لِمَ كلُّ هذا ترتدي الأوطانُ
ثوب الحدادِ ودمعةٌ مذروفةٌ
حُزناً - لماذا أيها الإخوانُ؟!
أهلي بمصر عزاؤهمْ متواصلٌ
بالكُل فاضَ الحزنُ والأشجانُ
الكلُّ في عبراتهِ يبكي على
فقدٍ لسلطانٍ، هو السلطانُ
سُلطانُ جودٌ في جميع حياتهِ
سلطانُ خيرٌ فاضتِ الوديانُ
لك ألفُ مكرمةٍ عظيمة إنَّها
أعمالُكَ التاريخُ لا نسيانُ
يكفيكَ عند الله حُسنُ لِقائهِ
قد عمَّ من فضلٍ لك القرآنُ
موسوعةٌ عربيةٌ ما مثلها
أنتَ المكلفُ - إنهُ الإيمانُ
ما عادَ طالبُ دونَ تحقيقٍ لماَ
يأتي لهُ - فعليكَ ذي الأحزانُ
يا درعَ حِصنٍ للبلادِ وصونِها
قُوَّاتُنا بِكَ يزدهي الميدانُ
كلٌّ يهابُ بلادنا لقيادةٍ
سُلطانُ سيفٌ للعُلاَ عُنوانُ
تبكي الشهامةُ فَقْدَ خيرِ رجالهَا
ولدى المُروءةِ تمكُثُ الأحزانُ
كنتَ الفؤادَ بحُبِّهِ للناسِ في
سَمتِ التواضُعِ رِفقةً وحَنَانُ
للعهدِ كنتَ ولِيَّهُ وأَمِينَهُ
للحُكمِ دَعمٌ ثابتٌ سُلطانُ
يا كُلَّ مكرمةٍ وكلَّ رُجُولةٍ
نُوحي عليهِ - فإنهُ العُنوانُ
سُلطانُ كان أروُمةً ونَجَابةً
تاريخُنَا بِفِعالهِ يزدَانُ
سَلمتَ يمينُكَ كنتَ سيفاً قاطعاً
كلَّ العِدَا فكأنهم ما كانوا
في عُمق أوطان العَدُوّ مَهَابةٌ
لِدفاعِ سُلطانٍ به قدْ هَانُوا
قدْ عِشتَ درعاً حاميا متأهباً
لجميع يَعرُبَ عزةٌ ستُصَانُ
قَلَمي يسُحُّ دُموعهُ بتوجُّعٍ
فالشعرُ محزونٌ - أنا إنسانُ
قلبي به كلُّ الأسى لفقيدنا
كم كانَ ذا فيضٍ - لهُ العرفانُ
الشعرُ إذا تبكي القوافي إنها
مفجوعةٌ، قد غابَ ثَمَّ بيانُ
سُلطانُ حقاً مِلءُ مِلء قلوبنَا
الكلُّ يَعرفُ كمْ لهُ سُلطانُ
كم مِن رِقَابٍ كنتَ أنتَ حياتَها
مِن بعدِ حُكمٍ - عُمرُها فَرحانُ
هذي مئات من مَسَاكِنَ شُيدَت
أنتَ الدَّعامةُ قد علاَ البُنيانُ
آويتَ آلافاً وعاشت مِثلُهَا
أُسرٌ فقيرةُ، دَمعُها هَتَّانُ
لن يُنسى في (يَمَنٍ) لَكُم فَرحٌ بهِ
ألفٌ هُنَالِكَ - إنهُم عِرسانُ
اليومَ دَمعُهُمُ يَسُحُّ بِحسرةٍ
شمِلَتْ حَيَاتَهُمُ هنَا الأحزانُ
في مِصرَ آبارٌ لكُم مملوءةٌ
قد فاضَ ماءٌ إذ بها حِرمانُ
والأزهرُ الميمُونُ دَعمُكَ وافرٌ
فِيهِ لكُم ذِكرٌ هوَ الرَّيحَانُ
لو جاءَ حَاتَمُ لازدَرَىَ كَرَمٌ لهُ
قد فُقتَ حَاتمَ فاضَتِ الشّطآنُ
ولأنتَ أعظمُ مِن سَمَوْؤَلَ جَارُكُمْ
في مِنعةٍ يمضي لهُ اطمئنَانُ
حتَّى وُحُوشُ البرِّ أنتَ حَمَيتَهَا
وطيُورُ أجواءٍ لأنْتَ أَمَانُ
اليومَ كلٌّ في البكاءِ بِحسرَةً
مِن بعدِ فقدِكَ - ما هُنَا سُلطَانُ
جَنَّاتُ عَدنٍ دارُ سُلطانٍ بها
فِيَها يَفيضُ عليكُمُ الرَّحمنُ
هذِي مَلايينٌ تَسُحُّ بحَسرَةٍ
دَمعَ الفِرَاقِ يُمزَّقُ الوُجدَانُ
في رَحمَةِ الرَّحمنِ سُلطَانٌ لهُ
خَيرُ اللقَاءِ وجَنَّةٌ، وأَمَانُ
كُلٌ سَيَبقَى لاهِجاً بِدُعَائِهِ
لكَ بَالجِنَانِ - فإنَّهُ العِرفَانُ
عن كل مصر وكل القلوب لها
الرياض