يسطر التاريخ في سجله أسماءً خالدة بما فرضته تلك الشخصيات من مآثر ومناقب وبتأثيرها خلال حياته وبعدها , وهكذا الحال مع سلطان بن عبدالعزيز-رحمه الله- فها هو قد غاب جسماً وسيبقى ذكراً بإنجازاته ومآثره وأفعاله الخالدة . لقد كان وقع الخبر برحيله كبيراً ومصاباً جللاً وعم سواد الحزن أجواء محبيه بل عم البلاد العربية والإسلامية , ولكن ماذا نقول سوى (إنا لله وإنا إليه راجعون ) لقد حضرت الغصة ودمعت العين وحزن القلب لكنها سنة الحياة في البشر , ولن تجد لسنة الله تبديلا لكن الفراق والحزن على الفراغ الذي سيتركه.
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته خلق كثير
لقد افتقدنا شخصية غير اعتيادية بل هو ظاهرة خيرة قد لا يتكرر فهو رجل الدولة الرجل الإنسان الرجل الابتسامة المؤسسة الخيرية بما هباه الله من صفات كريمة جمعها في شخصه ,فكان كالغمام الماطر أينما حل هل وأعشب رجل المبادرات النافعة التي شملت هذه البلاد المباركة وامتدت إلى بقاع العالمين العربي والإسلامي.
فكان الرجل السياسي القدير الأب الحاني الرجل المعطاء محب الخير والسابق إليه في جميع مجالاته بما اجراه الله على يديه من أعمال بر وعون للمحتاجين ومسح دمعة اليتيم والأرملة والإحسان للفقراء , وكان رجل الإدارة بعد أن ارتقى بفكره بجعل هذه الأعمال منتظمة مؤسسياً لتعميم نفعها ولضمان ديمومتها وإفادتها حتى شملت جميع المجالات من خلال إقرار البرامج المتخصصة والنظم الحديثة وتخصيص الروافد المالية واستقطاب الكوادر الفاعلة , فشملت أعمال سموه رحمه الله توفير الرعاية الصحية –الإسكان الخيري-الكراسي البحثية-البرامج العلمية والثقافية-مراكز أمراض وجراحة القلب-مركز التنقية الكوية-الجوائز المتخصصة.
نحن شهود الله في أرضه , وهذا فيض خواطر فليس المجال رصد جهود أو أفعاله وجوده وعطفه على أصحاب الحاجات بل الترحم عليه والدعاء له أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يعيضنا خيراً.
وإذ أرفع لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وولاة أمرنا حفظهم الله , عني وعن أهالي محافظة السليل صادق العزاء والمواساة , داعياً المولى القدير أن يديم عز هذه البلاد وأن يحفظ أمننا ورغد عيشنا تحت راية هذا الدين.
محافظ السليل