فقد الوطن «سلطان الإنسانية» «سلطان الإدارة» «سلطان الحكمة»، فقدنا رجلاً عظيماً وخسرنا بوفاته الكثير، فقدنا ولي عهد البلاد الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - أمير منحه الله الحكمة وسداد الرأي ولين الجانب والتواضع والكرم، إنه سلطان ذو الصدر الرحب والبسمة الشافية وشخصية تمثل الشيء الكثير...
...فتاريخه يحمل بين طياته المواقف العظيمة التي تسطر بماءٍ من ذهب، فهو قائد ورمز من رموز البناء والعطاء في بلادنا يحمل قلبه هم المواطن وراحته، وهو رجل المهمات الصعبة ولا أحد ينسى في جل الأحداث في الداخل والخارج وفوق المسئوليات العظيمة التي يحملها، فهو يتحلى بصبرٍ وحلمٍ وأناة وصفات نادرة من الكرم والجود والإحسان، فأول اهتماماته الوقتية وأولوياته المالية للمساكين والضعفاء وذوي الحاجات ودعم ومساندته للمشاريع الخيرية والإنسانية.
رأس بحيوية ونشاط وهمة عالية وفكر ثاقب وزارة ًالدفاع والطيران، فطوَّرها ورفع من إمكانياتها في وقت قياسي حتى غدت قواتنا المسلحة من القوات الأساسية دولياً تقف للدفاع عن حياض الوطن وضد التيارات العدوانية، وجعل منها أنموذجاً حضارياً يساهم في بناء الوطن، وأرسى قواعد المصانع الحربية والتسليح العسكري، وهذه المستشفيات والمرافق الصحية على أفضل وأعظم طراز، ويحظى رجل القوات المسلحة بكل رعاية وعناية، وكل ذلك لم يغفل سموه الكريم عن الجوانب الأخرى في مسيرة التنمية في البلاد فقد رأس العديد من مجالس إدارات التنمية مثال ذلك لجنة التنظيم الوزاري من المجالس التي تحظى بدعم ومتابعة سموه، كما لم يغفل عن دعم المؤسسات التنموية والخيرية في البلاد، وأعظم شاهد على ذلك مؤسسة سلطان الخيرية للخدمات الإنسانية، هذا الصرح الشامخ ذو الهدف الإنساني النبيل والمختص برعاية المعوزين التي لا تساعدهم ظروفهم المادية للعلاج في مستشفيات الخارج ورعاية كل من يحتاج التأهيل والمتابعة، وفوق ذلك كله ما إن يئن مريض أو يتألم مصاب في أي مكان في الوطن حتى يبادر سموه إلى التوجيه بنقله ومتابعة حالته الصحية شخصياً، وهذا جزء مما يقدمه سموه في بعض المجالات والمجال لا يسمح بتعدادها وتفنيدها، ولكن يكفينا أن نقول إن سجل سموه ناصع البياض بالأعمال الإنسانية النبيلة الذي لا يهدأ له بال حتى يرى البسمة على شفاه الصغير والكبير وهي عزاؤنا فيه، فجزاه الله خير الجزاء على ما بذل وقدم، وعوضه الله خيراً بالجنة على ما أصابه ورحمه رحمة واسعة وجبر عزاء سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني وأفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، والحمد لله على قضائه وقدره.
محافظ الغاط