أعتقد جازماً أن سلطان بن عبد العزيز كان يُعد نفسه ليوم الرحيل ولقاء الرب الجليل، وكان مما يشغل باله كثيراً ألا تنقطع حسناته بموته؟! قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
والمتأمل في حياته وبذله وعطائه، يدرك أن السعادة التي يشعر بها المحسن المعطي، أعظم بكثير من شعور وسعادة المحتاج المتلقي؟!
قال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً}.
ومن أعظم ما يؤثّر في النفوس، تواضع الكبار، ولين جانبهم، وحسن تعاملهم، وبشاشة وجوههم، وتقديرهم للإنسان، كما هو حال سلطان؟!
قال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق»، وحقاً فقد ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة.
وختاماً فالقلوب أعظم من أن تحب شخصاً إلا بما وهبه الله من محبته والذكر للإنسان عمر ثان، والناس شهود الله في أرضه، والموفّق من دُفن ولم يمت؟! وسلطان الخير جامعة لنفع الغير، وأقترح أن تكون مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية (والدعوية)، فحياته وسيرته وعطاؤه دعوة إلى الله؟!
يا رب ارحم فقيدنا، واحفظ إمامنا وولي أمرنا، وأدم أمننا.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
sgk-700@hotmail.com