|
جازان - عبدالله عكور
تلمست الساعة على يدي اليسري التي أهداها لي سموه -رحمه الله- لمعتها الذهبية تذكرني بموقفه، وبكف يديه التي صافحتني، وكلماته التي رددها لي. هذا ما قاله رئيس رقباء في الجيش السعودي محمد عكور، الذي عندما سمع بخبر وفاة ولي العهد أوقفت الدموع حديثه، ثم أردف حديثه مكملاً عن قصته مع سموه رحمه الله، وفي تلقى هدية سموه حيث قال: لقد شرفني الله بأن كنت من أفراد القوات المسلحة وكان سمو الأمير يرحمه الله، يقوم بتفقد القوات المسلحة بعد تحرير الكويت وأثناء زيارة سموه لمدرسة المهندسين، وبصفة عملي واختصاصي كنت قريباً من قائد وحدتي فطلبت منه أن أشارك بقصيدة في الحفل وكنت أقول الشعر خفية ولأول مرة أظهر على منصة الإلقاء.
فوافقني ودعمني وعندما بدأت ألقي قصيدتي في شهر ربيع الأول عام 1412هـ وكنت مرتبكا خائفا، ولكن رأيت سمو الأمير يبتسم كعادته وعند البيت الثالث دبت في نفسي الشجاعة من ابتسامته التي لا تفارق مخيلتي، وبعد الانتهاء استدعاني سموه وعند مجيئي إليه نهض واقفاً وقبض بكلتا يديه على يدي قائلا: أجدت وفقك الله، ثم انصرفت وبعدها أكرمني وأجزل لي العطية يرحمه الله. فتكرر إلقاء القصائد أمام سموه لعدة سنوات في مدينه الملك خالد العسكرية. وفي إحدى المرات بعد انتهائي من القصيدة استدعاني أمام الحفل وأثنى علي وعلى القصيدة وبعد انصرافي إلى المنزل فوجئت بقائد الشرطة العسكرية يتصل على هاتف منزلي وينتظرني في سيارته عند منزلي قائلاً: الأمير يدعوك فذهبت معه إلى مخيمه الخاص فأكرمني وأجزل لي العطية حيث كافأني بخمسين ألف ريال ومثلها الكثير وهكذا في كل مناسبات زيارات سموه للقوات المسلحة في المنطقة الشمالية الشرقية. وفي عيد الفطر المبارك من نفس العام ألقيت قصيدة شعرية فتم استدعائي أمام الجمهور ونهض واقفاً وخلع ساعته وألبسني إياها فكم كانت يداه حانيتين وكم كانت بسمته لا تفارق شفتيه. وقال عكور: في موقف شاهدته أثناء زيارته لمدرسة المهندسين في عام 1412هـ.
تقدم طفل يبلغ من العمر ست سنوات بإلقاء قصيدة شعرية للشاعر خلف بن هذال العتيبي، فأعجب به الأمير وحضنه وسأله ماذا تريد فقال جمس، فناد السكرتير وأمر بإعطائه. وما سمي سلطان الخير إلا لذلك.
يرحمه الله... وتغمد الله الفقيد برحمته وأدخله فسيح جنانه وألهم الأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان في فقدان هذه الهامة الشامخة وإنني لأعزي نفسي أولاً والأمة العربية الإسلامية والشعب السعودي والأسرة المالكة وخادم الحرمين الشريفين، ولا نملك إلا الدعاء له ولا حول ولا قوه إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.