|
الأحساء- رمزي الموسى
قال الدكتور عبد الله العبد القادر، مدير مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب بالأحساء: إن من هم في هامة سلطان القلوب هم من القلائل, (وأقولها إنصافاً يدعمه الحدث وتصونه دعائم التاريخ)، الذين تملكوا الحدث قبل أن يملكهم، فهو الحاكم المهاب وهو العسكري الحاذق، وهو باني الجيوش الملهم، وهو رجل الدولة من طراز تكل الأنفس في إدراك أبعاده، وهو في ذات الوقت سلطان الخير, وهو قبل هذا وذاك سليل الجذوة من خيرة العرب الذين رفعوا للإسلام رايته، وجعلوا منه الحاكم لشأن البلاد والعباد، من خلال الكتاب والسنة المطهرة, في عالم تتلاطم فيه أفكار الضلال.
وأضاف: «رجل ذو شخصية كارزمية تاريخية لا تخص أحداً ولكن هي لسلطان القلوب, الذي أدمى القلوب فاجعة فراقه ولمثله تفجع القلوب وتثكل النساء، فكم احببناك يا أباخالد وكم تلمسنا خبرك، وكم لهجت لك الألسن بالدعاء بظهر الغيب من مرضى مركزكم المبارك بالأحساء الذي غير وجه التاريخ في أحساء أحبتكم وأحببتموها, وكم هو مصاب قلبي فيك يا والدي حين أصبح وأمسي في مركز سموكم، وتشحن نفسي فألاً بصورتك المهابة المعلقة في بهو مركزكم بالأحساء. وإني إذ أنسى لا أنسى يمينك التي أمرت بأعطاء هذا المركز حقه من الجميع على مرأى ومسمع من العالم أجمع، فالتاريخ لا ينسى رجاله، وتراب الأحساء الذي يبكي في مثل هذا اليوم يسجل بحروف من ذهب قدومكم في الرابع من شوال من العام 1424هـ، وتأكيدكم لمسؤولي وزارة الدفاع ووزارة الصحة ضرورة إعطائنا كل ما طلبناه، وحثكم على سرعة إنجاز العمل في حفل وضع حجر الأساس. ومما حفر في قلبي لقائي الشخصي بكم يا سلطان القلوب في قصر السلام في جدة في شهر أغسطس للعام 2005م، والعالم من حولنا في حالة غليان سياسي كبير ولكنك أبيت إلا أن تؤكد ما قرت به نفسي من أنك عظيم من سلسلة عظماء، عرفوا كيف يمتلكون القلوب التي خفقت بحبهم، فما أجمل ما قلت لي من حديث يبرهن تلمسكم لنبض وآلام شعبكم، كما لا أنسى كلماتكم الحانية لشخصي المتواضع، فلتغادر يا سلطان القلوب عالمنا مغادرة الأسد لعرينه والفارس المهاب لميدان القتال، فلقد أبليت ووفيت وأبكيت.
وقال الدكتور أحمد العرفج، المدير الأقليمى التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطنى بالقطاع الشرقي: لقد كان سمو الأمير سلطان رجل دولة وصاحب حكمة سياسية، وخدم دينة ووطنه لمدة تزيد عن نصف قرن، كان خلالها خير عون وسند لجميع الملوك وأبناء هذا الوطن، وصاحب أياد بيضاء وهو سلطان الخير وكافل الأيتام، وإننا نعزي سيدي خادم الحرمين الشرفين والأسرة المالكة، وجميع أبناء الشعب السعودي، وندعو الله أن ينزله المنازل العليا بالجنة ويرحمه بواسع رحمته.
وعبر عضو مجلس الشورى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المعاقين الدكتور سعدون السعدون، عن بالغ الأسى وجلل المصاب في وفاة أمير الإنسانية والقلوب، وقال: أتقدم بخالص العزاء والمواساة في فقيد الأمة والوطن لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي الكريم وإلى الأمة كافة. واستطرد قائلاً: إن أعمال سموه الشامخة في ميادين الخير والعطاء لأبلغ شاهد على آثاره العظيمة، فقد كان بحق والداً للجميع، ورجلاً تشهد له ولإنجازاته الوطنية والخيرية كل محافل السخاء والعطاء في بلدنا الكريم.
فيما عبر عضو مجلس إدارة جمعية المعاقين بالأحساء الأستاذ محمد العفالق، عن بالغ حزنه وأسفه برحيل هامة شامخة لهذا الوطن بقدر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ترك خلفه إرثاً كبيراً من أعمال البر والإحسان، وقال: ستبكيه الأرامل والأيتام والفقراء والأشخاص ذوي الإعاقة وكل ذي حاجة في وطننا، وإننا لنتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى مقام الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى الأسرة الحاكمة وإلى الشعب السعودي في وفاة سموه سائلاً المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلون.
وتحدث مدير عام جمعية المعاقين بالأحساء الأستاذ عبداللطيف الجعفري، قائلاً: لقد كان سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- بيرقاً خفاقاً في ميادين البر والخير، وكان يد العطاء التي امتدت لكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة وما زالت شاهدة على عظيم بذله وسخائه، وإنهم في هذا الخطب الجلل لاتزال أكفهم مرفوعة إلى السماء تضرعاً أن يتغمد الله فقيد الأمة وفقيد الوطن بواسع رحمته.