كان الراحل الكبير الأمير سلطان بن عبد العزيزآل سعود، من النجوم النادرة، غير المزيفة، في الحياة الإنسانية المعاصرة.
العقول الكبرى تتلاقى، كما يقول الفرنسيون. من هنا كان الأمير سلطان، يتلاقى مع كبار زعماء العالم، وقد كرّس حياته كلها لوطنه، بدون أي تطلّب آخر.
وهبه الخالق ملكتي المرونة والصدق، فكانت البسمة العفوية، لاتكاد تـُفارق قسمات وجهه، حتى في أحلك الظروف والمحن.
في تعامله مع ملفات حدود وطنه مع الدول المجاورة، لم يكن ذلك الرجل الذي يرى القمر يُنقـّط خارطة، لأنه يعلم أن الخرائط حين تـُستبدل بالأوهام عنها، سوف تموت. كان يرى أن الخرائط المُتحققة على الأرض أجمل من كلّ أحلام التمنـّي مع التواني .
في جهاده وجهده الدائبين للرفع المستمر من مستويات جهوزية قواتنا المسلحة، كان يرى أن البلاد التي تـُنقـّط خرائطها بقمرها المُشعّ في السماء هي بلاد جميلة حقا، بقدرما هي وهمية وبلا حدود وبلا مرجعيات، وبالتالي لامجال للدفاع عنها أو للعيش فيها.
كان، رحمه الله، يتأمل في الراهن الحياتي والوطني، ويجهد دوما في استشراف الآتي.
كان يتعمد، أحيانا، والإبتسامة لا تفارق عينيه، أن يلوذ عند تخوم الصمت. أي في ذلك المكان الذي تهتز فيه المصائر، في المكان الذي يُكتشف فيه شرطنا الإنساني.
عرف كيف يُعمـّق صلاته الدائمة الدؤوبة بما سبق، وبما يحدث حوله. الذي هنا والذي هناك.
تحدى حدود القدرة البشرية، وقوى الواقع. فكان عالمه عالم الحقائق الأخلاقية المطلقة، والقيم الراسخة والانضباط الروحي، والالتزام القائم على التضحية الذاتية.
كان رجل دولة من الطراز الأول، حرّكته مهمة ٌ، عمِلَ من أجلها، حتى الرمق الأخير من حياته .
من المهم جدا، أن يفهم المفكرون، بعمق، وهم يستعرضون سيرة الأمير سلطان، ما الذي كان يعنيه الحق والخير والجمال، في حياة الأمير سلطان.
Zuhdi.alfateh@gmail.com