جَلَّ المُصَابُ وَكَانَ فِيكَ مَهُولا
وَالمَكْرُمَاتُ عَلَيْكَ نُحْنَ فُلولا
وَبَكَى النَّدَى وَبَنَاتُ أعْوَجَ مِثْلَهُ
وَتَنَافَرَتْ تَحْتَ العَجَاجِ صَهِيلا
وَنَبَتْ بِكَفِّ الحَادِثَاتِ سُيُوفُهَا
وَمَضَتْ تُكَفِّنُ صَارِمَاً مَسْلُولا
أَيْنَ الذِي مَلأَ الزَّمَانَ بِجُودِهِ
وَيدَاهُ خَاضتْ عَرْضَهُ وَالطُّولا
الجَابِرُ العَثَرَاتِ دُونَ تَرَدُّدٍ
بَاقٍ عَلى رَأْسِ النَّدَى إِكْلِيلا
أُعْطِيتَ عَهْدَاً فَالْتَزَمْتَ وَفَاءَهُ
وَلِخَادِمِ البَيْتَيْنِ كُنْتَ خَلِيلا
وَبَنَيْتَ سُورَ دِفَاعِنَا وَكِلاكُمَاَ
كانَ الرِّضَا وَالسَّاعِدَ المَفْتُولا
النَّيِّرَانِ غَمَامَةً وَبسَالَةً
وَالصَّادِقَانِ مآثراً وَجَمِيلا
سُلْطَانُ إلاك َالسَّخَاءُ حَقِيقَةً
أحْكَمْتَ طَوْقَ الجُودِ جِيلا جِيلا
هَذِي جُمُوعُكَ قَدْ تَرَجَّلَ رَكْبُهَا
وَجَثَا عَلَيْكَ فُؤَادُهَا مَشْغُولا
مُتَبَسِّمَاً يَشْتَاقُكَ الوَطَنَ الذِي
أضْحَى عَلَيْكَ مُفَجَّعَاً مَذْهُولا
وَصَنَائِعُ المَعْرُوفِ قَامَ نَعِيُّهَا
مُسْتَنْفِرَاً بفِمِ الوَرَى لِيَقُولا
البَاذِل ُالمُعْطِي الجِيَاعَ كَأَنَّمَا
أَمْسَى الطَّوَى فِي رَاحَتَيْكَ أَكُولا
وَإذَا اسْتَبَاحَ هُجُوعَهُمْ بِسَوَادِهِ
ُكنْتَ السَّنَا وَالطَّارِقَ المَشْكُولا
لَكَ وَقْفَة ٌ تَسْعَى لهَمُ ْوَلطَالمَاََ
كانَتْ عَلَى صَدْرِ الطَّرِيقِ سَبِيلا
يَامَنْ مَضَى وَالنَّاسُ فِي حَاجَاتِهِ
وَسَمَا إلَى نَفْسِ الحِمَامِ جَلِيلا
لاتعجبوا ضَنَّ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ
قَرْمَاً بِهِ صَارَ الرَّحِيلُ ثَقِيلا
(*) عميد الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الإمام
abnthani@hotmail.com