سلطان بن عبدالعزيز «جمعية خيرية بحد ذاته» هكذا قال عنه شقيقه الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ وصف إنساني ذو دلالات تعبر عن الوفاء لهذا الرجل الإنسان، لا غرو أن ارتبط هذا الوصف بـ»سلطان الخير» الذي بات يتردد على الألسنة، عبارة الأمير سلمان؛ قصيرة؛ لكنها لخصت الأعمال الخيرية للأمير الراحل غفر الله له، وعندما وصفه أمير الرياض بهذا الوصف الدقيق؛ كان يعلم ما يقدمه الراحل من أعمال خيرية، أكبر من وصفه بعبارة، ولكنه يريد أن يجمع كل هذه الأعمال الخيرية التي قدمها رحمه الله ولا يزال، في هذه الجملة، التي تعد بمثابة بحر لا شاطئ له من العطاء، نعم حق لأمير الرياض أن يطلق على أخيه الراحل هذا الوصف؛ لأنه هو القريب منه في حياته ومرضه وحتى وفاته رحمه الله، ويعلم سموه كم هو مقدار العمل الخيري الذي يبذله ويقدمه الراحل. ليس ثمة من يجهل أعمال سلطان الخير، والتي عمت أرجاء العالم من وطنه حتى أقصى مكان في هذا الفضاء، أعماله وجهوده الخيرية والإنسانية تعبر عنها أعماله المشاهدة في كل مكان، وهي أكبر من أن يحتويها مقال كهذا! امتدت أياديه البيضاء في كل أرض وطأتها قدمه، واستجاب رحمه الله لكل نداء يطلب إعانة أو إغاثة، وهو بقلبه الكبير والحنون؛ قريب في علاج كل محتاج، ماسح لدموع اليتامى، سلطان الخير؛ جمعية خيرية متنقلة تمشي على الأرض توزع الخير، وتزرعه، وسلطان الخير سحابه أينما أمطرت حل خيرها، مؤسسة سلطان الخيرية ومدينة سلطان للخدمات الإنسانية من النماذج الماثلة في سجل سموه الحافل بأعمال الخير في الداخل والخارج، سموه رحمه الله؛ عنوان رئيس لمعنى العمل الخيري وإغاثة المعوزين، لا تكاد تذكر أعمال الخير، إلا ويتبادر في الذهن سلطان الخير، بات مصطلح الخير لا ينفك عنه رحمه الله، لذا صار علامة مسجلة باسمه رحمه الله.
والوطن وهو يفقد أحد رجالاته العظام الذين أفنوا حياتهم في بنائه؛ يرى أنه لا زال لنوره وضيائه بقية في قلوب اليتامى والمساكين والمحتاجين والأرامل، جعله الله للبذل سلطاناً وجواداً، الوطن يبكي سلطان الخير ويدعو له بالمغفرة والرحمة، وأن يجعل ما أصابه تكفيراً له من الخطايا والذنوب، بقي القول إن سلطان الخير مثال يحتذى وجامعة في البذل والعطاء والتمسك بالدين، سيتذكره أهل القرآن كلما حل موعد مسابقة الأمير سلطان للعسكريين السنوية، وستبقى أعمال الراحل الخيرية الكثيرة والمتنوعة بإذن الله، محفورة في ذاكرة الوطن، وشافعة له عند ربه الغفور الرحيم، عزاؤنا لقيادتنا الرشيدة ولجميع أبنائه الكرام، ولكل محب له و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . ودام عزك يا وطن.
dr-al -jwair@ hotmail.com