|
في الوقت الذي تلقى فيه أبناء هذا الوطن نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ردد الجميع: ما أعظمه مفقوداً!! وما أكرمه ملحوداً!! وأدركوا أن سنة الله في خلقه نافذة، ولا تبديل لكلمات الله، وأن الصبر على قضاء الله أحرى بالمؤمن. ونحن إذ نودع فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبد العزيز -يرحمه الله- نستذكر سجله الحافل بالعطاء، وما كان يتحلى به سموه من مكارم الأخلاق، ونبل المشاعر، وصدق المحبة التي اكتسبها من محتده الأصيل، ومن مقومات شخصيته الفذة، وما تراكم لديه من خبرات عسكرية وإدارية ومدنية، ومن حكمة ودراية جسدت حنكته وحسن تدبيره للأمور. ونحن اليوم إذ نذكر مآثر الأمير سلطان الذي أحب الخير فأحبه الناس ولم يكن يحلو لكثير منهم إلا أن يميزوه بلقب «سلطان الخير» لأنه رائد الإسكان الخيري وباني الحياة الكريمة للفقراء والمحتاجين، ولما كان لسموه من الاهتمام بأعمال الخير الذي سار به سيرة خاصة بدءاً من اهتمامه بالمحتاجين والمنكوبين، ومروراً باهتمامه بالمرضى والمصابين، وانتهاءً بحبه لنشر العلم وخدمة العلماء من خلال مؤسسات التعليم التي دعمها ورعاها ورعى منسوبيها رغبة في نشر العلم وتثقيف الأجيال، والمؤسسات الخيرية التي تبناها ووجه نشاطاتها لتأمين الرعاية والسكن الكريم للمحتاجين لا في الإطار المحلي فحسب، بل في كل صقع من أصقاع المعمورة التي شهدت لسلطان الخير مع كل قطرة ماء أوصلها للعطشى والجائعين، ومع كل مأوى خصصه للمشردين، ومع كل مستشفى خص به المرضى والمعاقين؛ لذا فإن العزاء في سموه لم يقتصر على الأسرة الحاكمة الحبيبة، ولا على الشعب السعودي الكريم، بل إن العزاء به امتد ليشمل الأمتين العربية والإسلامية، وكل شعوب العالم لما لسموه من مواقف عربية ودولية وعالمية كانت قد جسدت حنكته وخبرته وحتمت على الجميع محبته بما يتناسب مع امتداد فضله وعظم عطائه وسجله الحافل بالعطاء والإنجاز.
رحم الله سلطان الخير وأسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية