رحم الله سلطان بن عبدالعزيز فقد أفضى الى ما قدم، ونسأل الله العلي القدير أن يكون ما أصابه تكفيرا، وأن يمن عليه برحمته ومغفرته، وأن ينزله منازل الصديقين والشهداء في جنات النعيم.
يرحل سلطان بن عبدالعزبز من هذه الدنيا الفانية فترسل العين دمعها مدرارا حزنا وألما على فراق رجل من عظماء الرجال، ومن دهاة السياسة والإدارة الذين قلما يجود الزمان بمثلهم.
يرحل سلطان بن عبدالعزيز عن هذه الدنيا الفانية، ويسبقنا الى دار الخلود، وتبقى أعماله وصنائعه ما بقيت هذه الدنيا، إذ لم يكن سلطان رجلا عاديا يمر التاريخ به على عجل، بل هو من دهماء عصره ومن نوابغه الذين سيتوقف التاريخ عند محطاتهم كثيرا، وسيظل ذكره حاضرا في كل محفل، وفي كل موقع.
لقد كان سلطان الخير سحابة كرم وجود ترسل غيثها في كل ارض، وتروي كل نفس، وتواسي كل روح، وتضمد كل جروح، تهب رياحها قبل أن يصلها طلب العون والمساعدة، فسلطان بن عبدالعزيز يحضر قبل غيره، ويلبي النداء قبل ان يبرح حنجرة صاحبه، وقد كان سموه يشعر بمتعة بالغة وهو يساعد هذا ويعين ذاك، ويقف مع ثالث أصابته نوائب الدهر فلم يجد بعد الله مثل سلطان الخير ليعينه، ويبدل حالته، ويرسم السرور على محياه.
إن الحديث عن كرم سلطان وإنجازات سلطان يطول، ويكفي هنا ما قاله شقيقه، ورفيقه، سلمان بن عبدالعزيز: (سلطان وحدة مؤسسة خيرية) ففي هذه الكلمات الاربع ايجاز لبحور من العبارات التي عرف سلمان كيف يرسمها بهذا الشكل العجيب.
سلطان مدرسة في الادارة، وجامعة في الخير... وما الصدمة التي ظهرت على وجوه الشعب السعودي خاصة والعربي والمسلم عامة، وما الذهول الذي أصابهم ساعة اعلان الخبر صباح السبت الماضي الا دليل على ما يمثله الراحل الكبير من قيمة وقامة على كافة الاصعدة.
رحم الله فقيد الامة.. وعزاؤنا للشعب السعودي عامة، وللأسرة المالكة خاصة (وإنا على فراقك يا سلطان لمحزونون) و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
الزلفي