|
الجزيرة - رولا المسحال
تناقل عدد من المواطنين الكثير من المواقف التي بقيت خالدة في ذاكرتهم عن رجل الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، مواقف كانت شاهدة على قلب رقيق وحب للخير يتمتع بهما رحمه الله.
في إحدى تلك المواقف التي يصعب نسيانها عندما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، بكل تواضع طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة وحمله بين ذراعيه في موقف يصعب أن يمر دون أن يشعر أي شخص يراه بمدى حب سموه للخير.
وكانت المفارقة عندما سأل سموه الطفل ماذا تريد فما كان من الطفل إلا أن طلب سبحة، فيما قاله له سموه رحمه الله: «غير السبحة، باعطيك سيارة». وكان سموه قد قال للطفل الذي كان يجلس على كرسي متحرك: «تجي عندي، فما كان من الطفل إلا أن قال ورد عليه: إيه». عندها احتضنه سموه وقبّله. وقال له الطفل: «يبه أنا أحبك»، وقال له سموه: «وأنا أحبك بعد».. ولم يتوقف حديث سموه مع الطفل وهو يتبسم ويضحك لطرافة الطفل، قائلاً له: «وش تبي لونها، وتبغاها بوكس وإلا جيب عشان تشيلكم أنت والوالد والوالدة». أما الطفل فكان رده لسموه أكثر عفوية عندما طلب من سموه -رحمه الله- أن يقوده هو بدلاً من أبيه. وطلب الطفل بعد ذلك أن يعالج، وقال له في لفتة أبوية: على خشمي، «تبغى تتعالج في ألمانيا؟» ورد عليه الطفل: دق على الدكتور يعالجني، عشان أمشي.
ولم يكن ذلك الموقف الوحيد الذي علق في أذهان الكثيرين، ففي زيارته للولايات المتحدة الأمريكية فاجأ سموه الطلبة المبتعثين في الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء لقاء بهم حيث وجّه سلطان الخير -رحمه الله- كلمة لأبنائه الطلبة والطالبات عبّر فيها عن سعادته بلقاء أبنائه الطلبة والطالبات، متمنياً لهم التوفيق في دراستهم والعودة بحول الله وقوته إلى أرض الوطن ليكملوا مسيرتهم في خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم.
وقال سموه -رحمه الله- آنذاك: إنني على استعداد لقبول أيّ ملاحظة أو وجهة نظر من أبنائنا الطلبة والطالبات، سواء كان ذلك شخصياً أو كتابياً وإن شاء الله ولي الأمر، وأنا في خدمتكم جميعاً.
وأعلن سموه عن تقديم هدية لأبنائه الطلبة والطالبات الحضور عبارة عن مبلغ عشرة الآف دولار لكل طالب وطالبة.
وليست هذه مواقفه الوحيدة التي لا تُنسى، أما جنوده فكان لهم معه موقف خلّده التاريخ، عندما زار سلطان الخير -رحمه الله- بعد عودته من رحلته العلاجية أبناءه أفراد القوات المسلحة ورجال الأمن المصابين في مواجهة الحوثيين جنوب المملكة، وأصر رحمه الله على تقبيل رؤوسهم, داعياً الله -عزّ وجلّ- أن يمن عليهم بالعافية.
تلك المواقف جزء لا يكاد أن يكون نقطة في بحر عطائه وتواضعه رحمه الله، والذي استحق عن جدارة لقب سلطان الخير والفاء، فتروى الكثير من الحكايات عن حبّ سموه لأفعال الخير ومساعدة المحتاجين ومنها حكاية معروفة تكشف حبه، رحمه الله، لمساعدة أبناء الوطن، ولاسيما الضعيف والفقير منهم.
حين اتصل على قصر سموه مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعدم يعول أسرة لا يستطيع إعانتها، وفُوجئ بأن سموه هو الذي يردّ عليه مباشرة ويستمع إليه بكل الحبّ والأبوة، وبعد عرضه حاجته، قال له سموه: «يا ولدي أنت تأمر عليّ أمر؛ ما حطني الله هنا إلا لخدمتكم» ثم اشتري له بيتاً، وقدّم له مساعدة مالية، وتكفل بعلاجه.