|
تونس - فرح التومي - وكالات
وقف الناخبون التونسيون في صفوف طويلة أمس الأحد لاغتنام فرصة المشاركة في أولى انتخابات «الربيع العربي» التي من المتوقع أن تسفر عن حصول حزب النهضة الإسلامي على أكبر نصيب من السلطة. وستضع هذه الانتخابات وهي أول انتخابات حرة في تاريخ تونس معياراً ديمقراطياً للدول العربية الأخرى حيث أدت الانتفاضات إلى تغيير سياسي أو حاولت حكومات بها أن تسارع بإجراء إصلاحات لتجنب خطر الاضطرابات. وكانت تونس هي أولى محطات «الربيع العربي» قبل عشرة أشهر عندما أدت احتجاجات حاشدة على الفقر والبطالة وقمع الحكومة إلى فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى الخارج. ووقف راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الذي من المرجح أن يحصل على أكبر نصيب من الأصوات منتظراً الإدلاء بصوته أمام مركز للاقتراع في حي المنزه 6 بالعاصمة التونسية. لكن بمجرد خروجه من مركز الاقتراع بدأ بعض المصطفين للإدلاء بأصواتهم يصيحون في وجهه. وقالوا له «ارحل ارحل» ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلى لندن. إلى ذلك احتشد مئات الناخبين أمام مراكز الاقتراع بفخر وفرح في سيدي بوزيد (وسط غربي) التي انطلقت منها شرارة «ثورة الحرية والكرامة» في تونس. وفور فتح مراكز الاقتراع بدأت تتشكل طوابير طويلة من الشبان والكهول استعداداً لأداء الواجب والحق الانتخابي. وقال سالم شقيق محمد البوعزيزي الذي كان إقدامه على الانتحار حرقاً أواخر 2010 أشعل ثورة شعبية غير مسبوقة أطاحت بنظام بن علي في تونس، إنه شعر الأحد أن تضحية شقيقه «لم تذهب سدى» مع بدء انتخابات تاريخية حرة في تونس. والهدف من الانتخابات هو اختيار مجلس تأسيسي مهمته صياغة دستور جديد ليحل محل ذلك الذي تلاعب به بن علي لترسيخ سلطته وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.