إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
فَقَدَتْ المملكة العربية السعودية والأُمّة العربية الإسلامية، شخصية سعودية عربية إسلامية فذّة، لها سجلٌ حافلٌ من العمل الوطني والعربي والإسلامي، سياسياً وإنسانياً، إذْ انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير المحبوب الذي لا تغيب البسمة عن محياه حتى في أشدِّ الأوقات ضنكاً.
ففي الأشهر الأخيرة عندما أُصيب بمرضٍ، كان يعتصر الألم ويعكس على وجهه الباسم عكس ذلك.. دائماً يستقبلك بوجهٍ سمحٍ، وبسمةٍ لا تغيب أبداً عن وجهه.
وبقدر ما كان يضطلع - رحمه الله - من مهام رسمية كبيرة ومسؤوليات جسيمة، إلاّ أنه بحبه للخير ومساعدة المحتاجين والمساكين، كان يرعى الكثير من الأرامل والفقراء، يقدم لهم المنازل والمساعدات، وأقام العديد من المستشفيات وقدم الدعم الوفير للجمعيات الخيرية، التي توّجها بمؤسّسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، التي أنشأت أكبر مجمّع علاجي، يضم العديد من المستشفيات المتخصصة في علاج الإصابات المزمنة والأمراض المستعصية.
سلطان بن عبد العزيز كان جمعية خيرية متعدّدة الاهتمامات، جُبِل على مساعدة الآخرين، فمن يصل إليه لا تردُّ حاجته، فكم من أيتام كَفَل، وكم من أرامل انتشلهنّ من البؤس والحرمان.. وكم من الفقراء جعل لهم راتباً مستمراً من ماله الخاص.
أما الحديث عن أفعال سلطان بن عبد العزيز السياسية فيطول، حيث لا تخفى أعماله وإنجازاته السياسية والعملية، إذ كان أحد رجال المملكة العربية السعودية الكبار الذين ساهموا في بناء هذا الوطن الكبير، ورسّخوا المفاهيم الإسلامية والوطنية والأخلاقية لهذه الدولة الرائدة، فالأمير سلطان بن عبد العزيز ومنذ مقتبل شبابه، كان رجل دولة فاعلاً، بدءاً من إمارة الرياض حتى ولاية العهد، كما كان رمزاً من رموز الدولة السعودية الحديثة، والذي سيحتفظ له بسجل ناصع من العطاء الوطني الحافل بالإنجازات، إذ هو باني الإنجازات والقوّة العسكرية التي تُعَد واحدة من أهم القوى العسكرية في المنطقة، وكان رمزاً للحكمة وللإنسانية، ورجل دولة متميزاً بالعطاء والبذل، وإذْ تفقد المملكة والعرب والمسلمون مثل هذه الشخصية الفذّة، فلا نملك إلاّ التسليم بقضاء الله وقدره، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يتغمّد الفقيد الكبير برحمته ويدخله جنات النعيم، وأن يلهم الأسرة السعودية الكبيرة وخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة جميعاً والأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).