|
طرابلس- لندن - وكالات:
قد يشتعل الصراع على السلطة بين صفوف القيادة الليبية الجديدة بعد موت الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي جلب لحظة سعادة طال انتظارها في بلد يتوق إلى الاستقرار ولاستبدال الرصاص بصناديق الاقتراع. وستكون الحكومة المؤقتة حريصة على الحيلولة دون قيام القوات الموالية للقذافي بشن أي هجمات من مناطق الريف من شأنها أن تزعزع الاستقرار في الدولة العضو في أوبك أو تهدد الصناعة النفطية. لكن قد يتمثل التحدي الأهم الذي يواجه المجلس الوطني الانتقالي في التعامل مع الطموحات الهائلة للشعب الليبي الذي يبلغ تعداده ستة ملايين نسمة الذي تحرر الآن ونهائياً من مخاوف عودة حكم القذافي الشمولي. وقال جون هاملتون الخبير في الشأن الليبي في مركز كروس بوردر للمعلومات لرويترز «هناك الآن هذه التوقعات الهائلة. حتى هذه اللحظة كان لديهم عذر هو الحرب.. لم يعد الحال كذلك الآن... كل شيء الآن يجب أن يتحقق». وأضاف «هذه مهمة شاقة. يجب أن يفوا بوعودهم للناس... من ناحية أخرى قد يجدد هذا شهر العسل الذي استمتعوا به عند سقوط طرابلس إذا تمكنوا من تشكيل حكومة متماسكة في وقت قصير». وجاءت أنباء اعتقال وقتل القذافي بعد دقائق من تقارير عن سقوط مسقط رأسه مدينة سرت وسط غارات شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي للقضاء على آخر معاقل المقاومة الرئيسية للقوات الموالية للزعيم المخلوع. ويعني سقوط سرت وموت القذافي أنه يتعين على المجلس الوطني الانتقالي أن يبدأ مهمة وضع نظام ديمقراطي جديد أعلن إنه سيشرع فيه بعد سقوط المدينة التي بنيت كي تكون نموذجاً لحكم القذافي. ويخشى البعض من أن يطول أمد عدم الاستقرار ويقوض هذه العملية. لكن سلطات المجلس الوطني تواجه مهمة أخرى أكثر أهمية تتمثل في أن تخضع لسيطرتها الميليشيات المسلحة التي حاربت القذافي وتتنافس بطريقة سلمية حتى الآن من أجل الحصول على نصيب وافر من الأموال والتمثيل السياسي في ليبيا ما بعد القذافي. يقول اليكس وارن الخبير في الشؤون الليبية في مركز أبحاث فرونتيار ام.إي.أيه إن موت القذافي «حدث جلل بلا شك وأكثر بكثير من مجرد حدث رمزي». لكنه أضاف مشيراً للمقاتلين التابعين للمجلس الوطني «هذه الجماعات في حاجة إلى التسريح بحذر أو الدمج في صفوف القوات المسلحة... يبقى السؤال حول من يقود هذه الجماعات وكيف يديرون علاقاتهم ببعضهم البعض وما هي مطالبهم». وبإعلان التحرير سينقل المجلس الوطني مقره من بنغازإلى طرابلس ويشكل حكومة انتقالية خلال 30 يوماً. وسيجري انتخاب مؤتمر وطني يضم 200 عضو خلال 240 يوماً وسيعين هذا المجلس رئيساً للوزراء بعد شهر يختار بدوره أعضاء حكومته. وسيحدد للمؤتمر الوطني جدولاً زمنياً نهائياً للإشراف على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية. وتترقب ليبيا إعلان «التحرير الكامل» اليوم السبت بعد ليلة ابتهاج بمقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي. وأثار مقتله موجة ابتهاج في كل أنحاء البلاد وتجمع عشرات الآلاف وربما مئات آلاف الأشخاص تلقائياً للاحتفال بالخبر أحياناً في أجواء هستيرية. وفي طرابلس ومصراتة وبنغازي وصبراتة وغيرها من المدن دوت العيارات النارية من أسلحة خفيفة في الهواء واستمرت حتى وقت متأخر من الليل. وأسفر إطلاق النار ذلك عن سقوط 63 جريحاً وربما بعض القتلى كما أفاد تلفزيون «الأحرار» الليبي ليلاً، بينما دعا المجلس العسكري في بيان «كافة المواطنين» الى «الكف عن إطلاق النار في الهواء مهما كان السلاح ومهما كانت الظروف».