سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
كتب الأخ عبد الرحمن المطلق بصفحة وجهات نظر بصحيفتكم الغراء عدد 14253 وتاريخ 9-11-1432هـ موضوعاً بعنوان: (الباعة المتجولون والهروب من البلدية). لقد أجاد بموضوعه ولامسَ مشكلة شريحة من الناس فعلاً بحاجة إلى وقفة صادقة من الجهات ذات العلاقة. نعم إنهم بحاجة إلى توفير ما يفي بمستلزماتهم ومصروفاتهم اليومية والتي لا تخفى على أحد، وإلا ما الذي دعاهم إلى الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة، وتحت وطأة البرد القارس، يقفون الساعات الطوال طلباً للرزق حتى تغيَّرت بشراتهم من قساوة الجو الذي يعيشون فيه. فعلاً هم مضايقون من جهتين ملاحقة البلدية، ومنافسة العمالة الوافدة، ولو تمعن أحدنا بالأسواق لوجد العديد من العمالة الوافدة تبيع بالطرقات وتتكاثر بشكل ملحوظ نهاية يوم الأربعاء والخميس والجمعة ثم تتوارى عن الأنظار بقية الأسبوع. لا أقول اقطعوا الأرزاق فلربما أن الله حفظ بلادنا بسبب ما يُجنى من خيراتها وتعيش عليه أمم في شتى أنحاء العالم ولله الحمد والمنَّة. لكن ليكون ذلك منظماً كما أشار إليه الكاتب وفقه الله، ومراقباً لئلاً يُباع المحرم والفاسد والمغشوش ويضايق المواطن في رزقه، وأن لا يترك الحبل على الغارب للوافد يبيع في أي مكان ويدخل أي سكة وفي أي وقت. وأن يحدد لهم مواقع معروفة يسهل على الجهات الرقابية متابعة معروضاتهم والتأكد من سلامتها وأن يرتبط بكفيل يتحمَّل تبعات ما يصدر منه وفي حدود المحافظة التي يقطنها الكفيل، وأن يكون للبائع الجائل لباس موحد وبطاقة يبرزها تحمل اسمه ورقمه للإبلاغ في حال حصول أي مخالفة. كذلك السيارة التي تُعرض عليها البضاعة تشتمل على ما يقي المعروضات من أشعة الشمس وبالذات المأكولات التي تؤثر عليها الحرارة، وإذا توفر كل ذلك أعتقد لا داعي للرسوم الباهظة التي اقترحها ويكتفي برسم رمزي لاستخراج الترخيص والبطاقة، فمثل هؤلاء بحاجة إلى العون، لا إثقالهم بالرسوم.
سليمان الراشد الدعفس - الزلفي