على صفحتها «الأخيرة» وفي مكان بارز من صحيفة «السياسة الكويتية» لعدد يوم الثلاثاء الماضي، يشدك هذا العنوان «سعودية تهدي خادمتها رواتب عامين لتلم شملها برضيعها».!!.
وفي «التفاصيل المبسطة» للخبر، أن «مواطنة سعودية» شكت في تصرفات «خادمتها» التي وصلت للتو، وبكائها المتواصل، لتكتشف أنها لا تزال في فترة «النفاس» بعد وضعها لطفلها قبل «20 يوماً» فقط من وصولها للسعودية!!.
فما كان من هذه «السيدة السعودية» إلا أن قدمت «نموذجاً» رائعاً، وإنسانياً، عن المرأة المسلمة والسعودية، بتكفلها «برحلة عودة الخادمة» فوراً لرضيعها، مع صرف كامل رواتبها للسنتين القادمة «لوجه الله تعالى» كهدية وتقدير «لظروفها الإنسانية» الصعبة التي جعلتها تترك رضيعها، «الخادمة غادرت لبلدها» وهي تؤكد أنها ستعود لهذه «الأسرة الطيبة» فور اطمئنانها على طفلها وترتيب من يرعاها.
هذا النموذج للتعامل مع الخدم والعمال للأسف لم يبرز في صحفنا السعودية وخصوصاً «الإلكترونية»، والتي ستتسابق لو أنه تم «نهر خادمة» من كفيلها بصوت عالٍ، لإبراز الحادثة والحصول على «الإثارة» التي ساهمت في تصاعد مواقف «السفارات» حتى وصل بناء الأمر إلى فرض «شروط تعسفية» في العقود الجديدة التي تنوي بعض السفارات اشتراطها، كالزيارة التفتيشية وتحمل الكفيل تبعات «أخطاء» مكفولة ولو وصل الأمر «لدفع الدية» نيابة عنه !!
«خوش والله» طلع عامل «خمس نجوم».. يعني شركة تأمين مو كفيل ؟!؟ «يا جماعة» لا نستغرب مثل هذه «الاشتراطات وأكثر»، طالما استمر موقف «وزارة العمل السعودية» ضعيف جداً، واستمرينا بنقل «أخبار مبالغ فيها» عن ضرب كفيل لعامل، ومصع أذن خادمة من مكفولتها!! وكأن السعوديين ما «عندهم شغل» إلا «تعلم الكاراتيه» في أجساد من يستقدمونهم للعمل!!
بشهادة «مختلف الجنسيات» والخبراء، مناخ وبيئة وظروف العمل في السعودية هي «الأكثر جذباً» للأيدي العاملة الجادة، «لأنه ببساطة» العامل أو الخادمة يجمع فلوس ولا يصرف!! بعكس الدول التي فيها أماكن «للملاهي والمراقص وغيرها» فهو يصرف في الإجازات ما قد يجمعه، وبالتالي أكثر من نجح واستثمر في بلاده من العمالة هم من عاشوا وعملوا في السعودية.
إلى متى يأكلون من خير هذه البلاد المباركة ثم نكون نحن ضحايا لفرض شروط جديدة وتغيير أنظمة وكأنها «موضة للسفارات» العاملة في المملكة؟!
أعتقد لو أنه تم أخذ موقف واضح وجاد وحازم ينصف «الكفيل السعودي» ويفرض نظام العمل السعودي لما تجرأت سفارة الهند على «اشتراط» زيارة العامل في مقر عمله، وطلب وجبات مجانية له، وكأنه «خبير في تخصص نادر» إننا نطالب برفض مثل هذه الشروط التعسفية بشكل واضح.
حتى لا نرى «الكفيل السعودي» يوماً وهو يقف مثل «الجرسون» أمام مكفوله، الذي حان وقت «وجبته» ليسأله وش «مشتهي» على الغداء صديق؟!.. فيه «برياني دجاج» و»تنوري لهم» و»مسلا»..!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net