هذه مرثية في فقيد المجد والأخلاق والكرم, الوجيه ابن الوجيه العم عبد الرحمن البراهيم البسام الذي انتقل إلى جوار ربه ليلة الجمعة الماضية 1432-11-9هـ, الموافق 7-10-2011م رحم الله الفقيد رحمة واسعة وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ونقدم التعازي إلى أخ المرحوم حمد البراهيم البسام وإلى أبناء الفقيد الكرام الدكتور عبد الله والأستاذ محمد والأستاذ سامي, وإلى كريماته وزوجته وإلى أبناء أخيه وأصدقائه وأحبابه وذويه, وإلى عموم أسرة البسام.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
يا عينُ صُبّي غزيرَ الدمعِ مدرارا
علَّ البكاءَ غزيرًا يُطفئ النارا
وأخرجي من كنينِ النفسِ ضائقةً
إن الكريمَ إلى مثواه قد سارا
غاب الوجيهُ فَثُلَّتْ دوحةُ الكرمِ
غاب العميدُ فهاج الحزنُ إعصارا
العمُّ قد غادر الدنيا وغادرنا
كأنما الموتُ فيه يطلبُ الثارا
عامين في مرضٍ يقتات كُلْيَتَه
والموتُ يرقبُهُ جِدًّا وإصرارا
والناسُ من حولهِ تبكيهِ صامتةً
ترجوه طورًا وتأسى منه أطوارا
فأسلمَ الروحَ والأعيانُ ترقبُهُ
فيا لها فجعةً! قد عمّتِ الدارا
مضى كريمًا وطيبُ الصيتِ يسبقُهُ
مضى عزيزًا قضى في الخير أوطارا
كم فرّج الهمَّ عن ثكلى وأرملةٍ
كم أحرج المجد إجلالاً وإكبارا
أواهُ.. آهٍ! على ضيقي على أسَفي
أبكيه من ألمي فَقْدًا وتحيارا
فابكيهِ يا نخوةَ الأخلاقِ وانتحبي
وابكيهِ يا ندوةَ الأفذاذِ أعصارا
وابكيهِ يا حسرتي وابكي بشاشتَهُ
وابكيهِ يا سُحبَ الأمجاد أمطارا
وابكيه يا شُهبَ الأحرار قاطبةً
فالبدرُ حال على الأجواءِ إسرارا
فهذهِ دارهُ في الفكرِ كم شهدتْ
علما يُدارُ وآدابًا وأشعارا
له خميسيّةٌ والكلُّ يعرفُها
ترتادُها نُخبةُ الأعلامِ زُوّارا
ومجلسُ العصرِ في الأيامِ أجمعِها
كم ضمَّ من زُمَرِ الأضيافِ أخيارا
يا ربِّ أدعوك من نفسٍ مزعزعةٍ
قد هدَّها الحزنُ إسهاماً وتَعبارا
أن تجعلَ القبرَ روضاً مُزهِرًا أبدًا
يضوعُ طيباً وأزهاراً ونوّارا
وتجعلَ الجنّةَ الفيحاءَ منزلَهُ
وأن تُباعِدَ عن جثمانه النارا
وتُلهِمَ الصبرَ أكبادًا تُفطّرها
نيرانُ حسرتِها حزنًا وإفكارا
وتجبر الكسرَ بالنسيان تعزيةً
وتجبُرَ الوُلْدَ والأحبابَ والجارا
إنّا رضينا قضاءَ اللهِ خالقِنا
والحمدُ لله قد صار الذي صارا
الرياض